بدون تردد

موجات البرد وتغير المناخ (١)

محمد بركات
محمد بركات

أصبح لافتاً للانتباه بقوة وربما مثيراً للقلق أيضاً، تلك الموجة الشديدة من البرد التى نزلت علينا وجمدت أطرافنا طوال الأسبوعين الماضيين وحتى اليوم، واضعة نهاية غير مرحب بها لحالة الاعتدال الجوى، التى أحاطت بنا منذ بداية الشتاء، والتى كنا نتمنى استمرارها،...، ولكن للأسف ليس كل ما نتمناه يمكن أن ندركه.

وفى الواقع فإن هذه الموجة القاسية من البرودة الشديدة وغير المألوفة، بالنسبة لما كنا قد اعتدنا عليه وألفناه طوال ديسمبر من العام الماضى ويناير من العام الحالى، ومنينا أنفسنا باستمراره ولكن  فبراير عصف بنا وكشف عن وجهه البارد جدا!

وفى الواقع لقد داهمتنا عاصفة فبراير الباردة من حيث لم نحتسب، ومثلت لنا جميعاً مفاجأة غير سارة ومتغيراً غير مرحب به، فى ظل انتشار أمراض البرد والأنفلونزا والڤيروس المخلوى وبقايا وذيول الكورونا التى ترفض المغادرة، وقاكم الله ووقانا منها جميعاً.

وفى هذا الواقع الذى سيطر فيه الطقس السيئ المفاجئ والمتغير، المتمثل فى موجة البرد «الفبرايرية» الشرسة الحالية، وقبلها موجة الاعتدال غير العادية فى ديسمبر ويناير الماضيين، ومن قبلها جميعاً موجات الحر اللافح  والملتهب التى عانينا منها طوال الصيف الماضى،...، لم يعد التساؤل يدور حول ما إذا كانت المتغيرات المناخية قد أصبحت حقيقة أم لا،...، لأن الإجابة أصبحت بالفعل والواقع معلومة للجميع، بما يؤكد أن تلك المتغيرات أصبحت بالفعل حقيقة قائمة يراها الكل ويعانى منها الجميع.

ليس هذا فقط، بل أصبح علينا جميعاً فى مصر وفى غيرها من الدول بامتداد العالم كله، الإدراك الواعى بأن  الكل أصبح واقعاً تحت  مطرقة المتغيرات المناخية القاسية، التى أصابت كوكب الأرض فى كل أرجائه بكل دوله وقاراته.

وعلينا أن ندرك أن الخطر لن يتوقف عند حدود البرودة الشديدة أو الحر اللافح، بل إنه يمتد بالضرورة إلى  متغيرات وظواهر أكثر خطراً ودماراً بطول وعرض كوكب الأرض.

«وللحديث بقية»