لتعدد الأزمات.. اتحاد الكرة في مفترق الطرق

اتحاد الكرة
اتحاد الكرة

كمال الدين رضا

من جديد تشابكت كل الأحداث داخل اتحاد الكرة.. وتوهجت حدة الاشتعال بين كل الأطراف خاصة بين الجبلاية وميت عقبة.. وفجرت أزمة قيد لاعبى الزمالك الموقف بين الجبهتين ودارت حرب التصريحات والبيانات وتوالت القذائف بين الجبهتين لتثير العديد من التساؤلات الحائرة من جديد.. من أقوى اتحاد الكرة أم الأندية؟ وبين هذا وذاك تقف الجهة الإدارية الممثلة فى وزارة الشباب والرياضة مكتوفة الأيدى وبلا قرارات فعلية!!

أزمة قيد اللاعبين انحصرت هذه المرة فى ثلاثي الزمالك فقط.. وكان اتحاد الكرة متيقناً وواثقًا من انفجار هذه الأزمة لا محالة وأرسل العديد من التنبيهات والتعليمات إلى كل الأندية بموعد وشروط القيد الشتوى، وبالطبع وصل للزمالك كل هذه الإخطارات.. وكأن أهل الجبلاية يقرأون الطالع، فقد وقع وحدث ما حذروا منه، وأن مسئولي الزمالك تعمدوا التوجه إلى اتحاد الكرة فى آخر يوم للقيد وخلال ساعات أو دقائق معدودة من أجل إنجاز المهمة وقيد اللاعبين وفرض شروط الزمالك على اتحاد اللعبة بقيد اللاعبين دون دفع المقابل المادى وفق أنظمة الاتحاد، سواء بالدفع النقدي أو بطرق مالية أخرى سليمة وغير مشكوك فى صحتها لعدم الوقوع فى أى أخطاء أثناء القيد، حيث فشلت كل محاولات الزمالك فى الالتزام بدفع المبالغ المطلوبة من خلال شيكات أو تعهدات حيث إن أرصدة الزمالك مازالت مقيدة ومحجوزا عليها.

وهذا الأمر جعل مسئولي الزمالك فى موقف أكثر من حرج بعد فشل لىّ وكسر ذراع اتحاد الكرة الذى أصدر بيانا أيضا لم يكن على مستوى الحدث في مواجهة ما تردد من هجوم واتهامات ضد اتحاد الكرة.

وهذه الأزمة مازالت مستمرة وفاتت الفرصة لقيد اللاعبين الجدد للأبيض، بسبب تعمد مسئولي الزمالك إثارة تلك الضجة لأسباب لم يفهمها كثيرون حتى الآن، ولم يعيها أحد على الإطلاق، وتجيء مسئولية اتحاد الكرة هنا بأنه لم تكن له مواقف سابقة حازمة وصارمة تجاه المتطاولين عليه وعلى أفراده وعلى لجانه المختلفة، وكان الاتحاد فى كل مواقفه ممسكا العصا من المنتصف، حتى تجاوز المتطاولون أكثر وأكثر، وإن كانت مشكلة القيد فى طريقها للحل خلال ساعات.

ويجيء الموقف التالي في أزمات الجبلاية بالنسبة للجنة الانضباط، التى حاول البعض تسفيه دورها وهى التى تضم كبار المستشارين القانونيين الذين يعملون من خلال دستور وقانون نابع وقادم من الاتحاد الدولى للعبة، ويتم تطبيقه على كل الاتحادات حول العالم، إلا أن اللجنة تعرضت للنقد والتجريح وقام أعضاؤها بتقديم استقالاتهم فى موقف مازال مأساويا بين كل الأطراف، وهو نتيجة أيضا لتفويت اتحاد الكرة مواقف مماثلة لذات الشخصيات التى رفضت المثول أمام لجنة الانضباط فى الفترة الأخيرة التى واكبت كل الأحداث السابقة.

والأزمة القادمة والخطيرة التى سوف تواجهة اتحاد الكرة ورابطة الأندية ولجنة المسابقات تنحصر فى مواعيد المباريات المؤجلة للأهلى على وجه الخصوص والزمالك وغيرهما من الأندية المشاركة فى البطولات الأفريقية، حيث سوف يشترط الزمالك عدم أداء بعض اللقاءات إلا بعد تأدية الأهلى مبارياته المؤجلة، ونفس الأمر للأهلى الذى يرفض أن يتعرض مجددا لكل المواقف السابقة التى أفقدته البطولات خلال الموسمين الماضيين بسبب الإصابات العديدة التى ضربت لاعبيه والضغط النفسى والفنى الذى تعرض له الفريق، وتلك الأزمة سوف تنفجر مع الأيام القادمة وبعد الانتهاء من لقاءات كأس العالم للأندية ومعها مباريات كأس أفريقيا للأندية.

وبعد إزاحة كلاتنبرج الانجليزى الذى كان يتولى لجنة الحكام فإن كل عناصر اللعبة يترقبون ماذا سوف يحدث من الحكام خاصة فى اللقاءات التى يكون أحد طرفيها الأهلى والزمالك.. فالأندية تراقب أداء الحكام وكذا الأهلى يراقب الزمالك تحكيميا والعكس صحيح، لذا فإن كل لقاءات الدور الثانى سوف تكون مراقبة رقابة مزدوجة من اتحاد الكرة من أجل الوصول إلى بر الأمان لكل المباريات.