رأى

«ولو بشق تمرة»

مايسة عبد الجليل
مايسة عبد الجليل

أعجبنى الطبيب ابن الشرقية  صاحب مبادرة الكشف المجانى على المرضى غير القادرين والذى طبع على ظهر الروشتة «عزيزى المريض إذا كنت لا تملك ثمن الكشف لاتخجل.. أطلبه مجانا من السكرتيرة ولا تنس أن تطلب مشروبك المفضل»..

وتداول رواد السوشيال ميديا أرقام تليفونات العيادة المطبوعة كى يحجز غير القادرين قبل مجيئهم العيادة تجنبا لإحراج..

هذا الطبيب لم يطلب من المريض شهادة فقر ولا بحث من الشئون الإجتماعية وحتى لم يدع لنفسه مجالا للشك أن ينتهز القادرون  الفرصة ويكشفوا مجانا بل فضل أن يدفع زكاة علمه وينتظر الجزاء من الله وحده.

«كلنا بنكمل بعض» هكذا قال الطبيب يحيى  وهكذا يجب أن نقول جميعا فما أحوجنا الان فى ظل تلك الظروف الإقتصادية الطاحنة أن نمد يد العون لنعيد ترميم إنسانيتنا التى أكلتها المادية والصراع على لقمة العيش...

فلماذا ننتظر طلب المساعدة؟ أليس لنا عينان  كى نرى أحوال بعضنا البعض.. ولماذا ننتظر شهر رمضان الكريم كى نخرج زكاة أموالنا ولماذا يداخلنا الشك ويهزمنا التردد كلما حاولنا إخراج صدقة ولو جنيها واحدا!!

فلننظر حولنا بين الأهل والأصدقاء والجيران فالأزمة الإقتصادية لم تترك أحدا إلا وطرقت بابه ومهما فعلت الدولة فإنها لن تسد وحدها الهوة التى تبتلع أى جهود للنهوض  فالركود الإقتصادى وارتفاع الأسعار بشكل جنونى وآليات السوق المتوحشة لم ترحم أحدا  بل أخذت الجميع بلا رحمة وخيرا ما تفعله الكثير من الأسر المصرية بتوزيع وجبات ساخنة على الفقراء والمساكين فى الشوارع فهكذا يكون التراحم والإنسانية ولنجعل حديث رسولنا الكريم «اتق النار ولو بشق تمرة» أمام أعيننا وليقدم كل منا ما يستطيعه حتى يأتى الفرج بأمر الله.