توجه أحد متابعي صفحة مجمع اللغة العربية على الفيس بوك إلى المجمع بالسؤال: هل استعمال علماء المعقول كلمة (الذات) في معنى النفس والشيء القائم بنفسه، وكذلك إدخال (أل) عليها صحيح؟
وبدوره أجاب أ.د.عبدالحميد مدكور (عضو المجمع، الأمين العام للمجمع):
في الفلسفة تنتقل كلمة "الذات" انتقالًا من المعنى العام بمعنى الحال أو النفس أو الضمير إلى أن تكون بمعنى النفس والشخص. وفي الفلسفة المجردة أو في الميتافيزيقا "الذات" هي حقيقة الموجود ومقوماته يعني ليست ذاته هي البدن ولا الشكل ولا الصورة ولكن حقيقته وذاته ومقوماته وماهيته، وينطبق ذلك طبعًا –كما هو واضح- على الذات التي هي بمعنى النفس أو الشخص، ويقال لما ينتسب إلى الذات "ذاتيّ"؛ "ذاتي" هنا تأتي بمعنى عكس الشيء الموضوعي، والشيء الموضوعي هو الذي له مقومات تجعلك تحكم عليه بأنه كذا أو ليس بكذا، هنا المقومات تجعل الشيء موضوعيًّا. أما إذا كان ذلك مثل النقد الذي يقوم على الذوق على سبيل المثال، فهو يستحسن كذا أو يرى الجمال في كذا، من غير أن تكون هناك أسباب موضوعية كالتي توجد في بعض الأمور التي تُلْزِم من يراعي هذه المسائل الموضوعية بأن يقول شيئًا غير ذاتي؛ فالتفكير الذاتي على سبيل المثال، الإدراك الذاتي، الذوق الذاتي، الجمال الذاتي؛ هذه مسائل كلها موجودة.
والكلمة تُستخدم استخدامًا كثيرًا في الفلسفة أي فيها شيء من التوسع، وعندما تقدم الذات على الموضوع يقال عندئذٍ: هذه فكرة ذاتية.
وتُستخدم في الميتافيزيقا أيضًا بمعنى: رد كل وجود إلى الذات والاعتداد بالفكر وحده وإهمال ما سواه، وتُستعمل في المنطق والأخلاق بمعانٍ تُفهم من سياق الكلام، كما تُستخدم في عالم الجمال أيضًا حيث النظرية التي ترى أن الأحكام الجمالية مجرد أذواق فردية.
هل تدخل عليها "أل" أو لا تدخل؟
نعم تدخل. قالوا: الذات أو الذوات وهكذا إذا لم تكون مضافة فإن "أل" تدخل عليها، ولا مشكلة في ذلك إن شاء الله.
والكلمة كما هو واضح كلمة لغوية عربية استُعملت في النثر وفي الشعر، وجاءت في القرآن الكريم بعدد من المعاني تُفهم من السياق، وجاءت في الحديث الشريف بمعانٍ تُفهم من السياق، وجاءت في الفلسفة بالمعاني التي ذكرتها.
اقرأ أيضا: مجمع الخالدين يشارك في معرض الكتاب بتخفيضات تصل إلى 30%
