فى الصميم

مليارديرات الزمن الصعب!!

جلال عارف
جلال عارف

الأزمة الاقتصادية التى تضرب العالم قد تكون الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.. المنظمات والهيئات الدولية تحذر من عام صعب على الجميع. كل الدول بما فيها الأقوى اقتصادياً تعانى.. حتى أمريكا التى تلجأ لإجراءات استثنائية، والصين التى سجلت أقل نسبة نمو تحققها منذ ما يقرب من خمسين عاماً.. فما بالنا بالدول الفقيرة وتحذيرات الأمم المتحدة من سقوط مئات الملايين فى بحر الفقر الذى تزداد مساحته.

الوجه الآخر للأزمة والأكثر غرابة وما يسلط عليه الضوء التقرير الهام لمؤسسة «أوكسفام» العالمية والذى يكشف أنه بينما الغالبية العظمى من البشر تعانى من آثار الأزمة الطاحنة، كان الـ ١٪ الأكثر غنى فى العالم يضاعفون ثرواتهم لتصبح ضعف ما يذهب إلى نصف سكان العالم الأكثر فقراً (!!) وكان بضعة مليارديرات يضيفون إلى ثرواتهم فى عام «كورونا» ٢٫٧ مليار دولار كل صباح (!!) وبينما كانت أسعار الغذاء أيام «كورونا» وأسعار الطاقة فى ظل حرب أوكرانيا تضرب الجميع.. كانت شركات الدواء والغذاء والطاقة تحقق أرباحاً خيالية!!

والغريب أن التقرير يكشف عن حقيقة أن أغلب المليارديرات هم أكثر المتهربين من الضرائب «أيلون ماسك» لم يدفع أكثر من ٣٫٢٪ كضريبة طوال خمسة أعوام، ومؤسس شركة أمازون «جيف بوس» كان يدفع أقل من ١٪.. والبركة فى الملاذات الآمنة والفساد الذى يسمح بالتلاعب الضريبى فى أسوأ صوره!!

التقرير يوصى بفرض ضرائب أعلى على أرباح الواحد فى المائة الأكثر ثراء، وبضرائب استثنائية لمرة واحدة كضريبة تضامن وبالعمل على وقف التربح من الأزمات، وبإجراءات تعيد تدريجياً توزيع الثروة.. لكن السؤال هو كيف يتم ذلك فى ظل النفوذ الواسع للمال على عالم السياسة؟!

يحتاج الأمر لأن يدرك الجميع أن استمرار هذا الوضع مستحيل، وأن الخطر كبير والتغيير ضرورى.. ويحتاج الأمر لأن يدرك «الواحد فى المائة» قبل غيرهم أن نظاماً أكثر عدالة هو القادر على البقاء، وأن العالم بعد الأزمة الحالية لن يكون كما كان قبلها!!