..خلال الـ 10 ايام الماضية، فوجئنا بحادثتين لا يربطهما المكان أو الزمان، ولكن الرابط بينهما هو الندالة والخيانة وقلة الأصل.. حالة من الحزن تملكتنى عما وصل له البعض.
تخيلت الضحية وهي تصارع الموت بين يدي مجرم تجرد من كل معاني الإنسانية.. قرر أن يقابل الخير والمعاملة الحسنة، بالشر والخيانة والدم.
تعجبت كثيراً متسائلاً؛ كيف لشخص أن يتحول فجأة لخائن العشرة، وينهش اليد الممدودة له بالعون والمساعدة.. كيف لشخص يقرر ترك انسانيته ويتخذ الشيطان وليًا رافضًا ان يسير فى طريق النور والحق، وينهي بيده حياة انسان آخر كل ما يفعله هو تقديم الخير للناس.
للأسف هذا ما حدث منذ 10 أيام تقريبًا مع سيدة الخير كما كان يلقبونها أهالي مدينة دمنهور، عثروا على جثة تلك السيدة الطيبة «سهير الانصارى» ملقاه بأحد طرق البحيرة.
الحاجة سهير التى خرجت من منزلها بعدما ودعت ابنتها، واستقلت السيارة رفقة سائقها الخاص فاصدة بيوت المحتاجين والجمعيات الخيرية؛ لتقديم المساعدة المادية لهم، مبتسمه كعادتها ولكنها لم تتخيل ان الشخص التى تحسن اليه وتقدم له الخير، سيقابلها بكل الشر.
يجلس السائق وهو ينظر لها فى مرآة السيارة ولم تشفع لها ابتسامتها الطيبة وحديثها الهادئ؛ ليستغل ثقتها ويقف على الطريق، لتسأله بعفوية «خير في ايه» ليخبرها انه ينتظر صديقه سيحضر له قطع غيار للسيارة ثم يستكملون الطريق.
فى تلك اللحظات الفارقة بين الخير والشر كانت السيدة تراجع حساباتها حتى تنتهى من توزيع كل ما يحتاجه البسطاء.. وفى نفس الوقت كان السائق الشيطان يرتب فى رأسه خطوات قتل السيدة الطيبة ليستولي على أموال الفقراء.
انقض عليها وسدد لها ضربة قوية بقطعة حديد على رأسها لم تتحملها سيدة الخير، ليجر جثتها داخل ارض فضاء ويسرق أموال الصدقة ومتعلقاتها ويفر هاربًا، ليجسد المعنى الحقيقي لكلمة اتقي شر من أحسنت اليه، ويرد كل الخير بكل الغدر.
لم تمر سوى ايام معدودة وكانت الصدمة الثانية؛ عندما فوجئ أهالي مدينة فاقوس فى الشرقية، بصراخ سيدة ليتجمع الاهالي ويكتشفون العثور على جثة الحاج ياسر داخل الجمعية الخيرية التى يديرها.
حالة من الحزن اصابت اهالي الشرقية، والصدمة كانت كبيرة بعدما اكتشفوا أن القاتل شاب يعرف الحاج ياسر العلايلي من خلال أحد اقاربه الذين يتلقون المساعدات من رجل الخير، قرر ان يقتله شنقًا داخل الجمعية لسرقته، ولكنه لم يقتل الرجل بل قتل الحب والخير الذى كان يحمله قلب الحاج ياسر.
بالرغم من تلك الجرائم سيظل الخير باقيًا، ولكن عجبًا على زمن يحاول فيه الأندال قتل الخير.. واخيراً لا أقول سوى افعل الخير.. ولكن كن حذرًا واضعًا امام عينيك هذه الحكمة التى قالها الانسان حول افعال الانسان.. «اتقي شر من أحسنت اليه».
