«ايميل البستانى» من أﻛﺒﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﻥ له طائرة خاصة مثل كثير من أغنياء هذه الأيام .. ﺃﻧﺸﺄ لنفسه ﻗﺒﺮﺍً فى ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ وأثناء سفره ﻭﻗﻌﺖ به ﻄﺎﺋﺮته فى ﺍﻟﺒﺤﺮ.
.. صرفوا ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ لاﻧﺘﺸﺎﻝ ﺟﺜﺘﻪ، ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮة ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ على ﺍﻟﺠﺜﺔ كى ﺗﺪﻓﻦ فى ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟذى بناه وأعده لنفسه.
و«ﺭﻭﺩ ﺗﺸﻠﺪ» ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.. ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﻘﺮﺽ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ.. كانت ﺧﺰاﻧﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ عبارة عن ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، وﺩﺧﻞ ﻣﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺰﺍﻧﺘﻪ ﻭﺃُﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ..
ﺻﺎﺡ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ولأن ﻗﺼﺮه كان ﻛﺒﻴﺮا ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺃﺣﺪ، ﻭلأنه أيضا ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ أن ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ مسافر.. ظل ﻳﺼﺮﺥ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﻌﻄﺶ وﺍﻟﺠﻮﻉ.. ﻓﺠﺮﺡ ﺇﺻﺒﻌﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ: «ﺃﻏﻨﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ فى ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻤﻮﺕ ﺟﻮﻋﺎً ﻭﻋﻄﺸﺎً»، وﻟﻢ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ !..
كلنا نعلم أن ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ هى الحقيقة التى تحدث فى ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺪﺭﻙ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ، ﻣﺘﻰ ﻭﻛﻴﻒ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟..
وﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻭﻳﺮﺟﻊ، وﻳﺬﻫﺐ فى ﻧﺰﻫﺔ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﻼ ﻋﻮﺩﺓ أبدا..
ﻫﻨﻴﺌﺎً ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺮﺹ ﺃﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً، ﻭﻻ يكره ﺃﺣﺪﺍً، ﻭﻻ ﻳﺠﺮﺡ ﺃﺣﺪﺍً، ﻭﻻ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻮﻕ ﺃﺣﺪ.. ﻓﻜﻠﻨﺎ يا عزيزى ﺭﺍﺣﻠﻮن.
علمتنى الحياة:
الدنيا ثلاثة أيّام..
الأمس: عشناه ولن يعود.
واليوم: نعيشه ولن يدوم.
والغد: لا ندرى أين سنكون..
فأنا وأنت وهم ونحن راحلون.
