للتمويه.. كشف لغز شفافية الضفادع الزجاجية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في مملكة الحيوان تجد ما هو مفترس وصاحب القوة والسيطرة كما تجد أيضا ما يسهل افتراسه ولكن تظل أضعف لحظات أي حيوان مهما كانت قوته أثناء دورة نومه ولهذا تجد لكل حيوان طريقته الخاصة التي يعتمدها لحماية نفسه أثناء النوم.

فهناك من يبحث على جحر أو مكان اختباء آمن وهناك من يلتف حول بعضه لحماية المجموعة للفرد وآخر لاينام في بداية حياته مثل الدلافين حيث لا تنام الدلافين حديثي الولادة في الشهر الأول من حياتها مما يبقي عينا واحدة على الأقل مفتوحة تحسبا لهجوم الحيوانات المفترسة.

التعليم: تدريب معلمي خامسة ابتدائي لمادة اللغة العربية.. غدا | مستند

أما الضفادع فقد اختارت طريقة أخرى لحماية نفسها ولكن حسب النوع، فالضفدع الأمريكي يتمكن من الاستمرار لفترات طويلة دون نوم تليها نوبات من النوم بنهم أما الضفادع الزجاجية فقد تمكنت من إتقان فن التمويه أثناء القيلولة كإحدى طرق حماية أنفسهم اثناء قيلولة بعد الظهر دون خوف من أن يصبحوا وجبة خفيفة.

والضفادع الزجاجية هو اسم لفصيلة من الضفادع، لون جلد معظمها أخضر فوسفوري، غير أنها تتميَّز بشفافيته التي منحتها اسمها. ويمكن رؤية جميع الأحشاء الداخلية للضفدع عبر هذا الجلد الشَّفاف، مثل القلب والكبد والجهاز الهضمي والأعضاء الأخرى. تقطن هذه الحيوانات في قارة أمريكا الجنوبية ومنطقة أمريكا الوسطى.

والضفادع الزجاجية بدلا من العثور على المخبأ المثالي أو رفض النوم طورت الضفادع الزجاجية تكيف آخر يضمن لها الحصول على راحة كافية فهي تتجمع على الأوراق الخضراء التي تمتزج بلونها بشكل طبيعي نتيجة شفافيتها ولكن تظل الأزمة في لون أسفل البطن ضارب إلى الحمرة الذي يمكن أن يظهر الفرق بينها وبين لون اوراق الشجر.

ولكن تمكنت الضفادع الزجاجية على تخطي هذه العقبة حيث لاحظ العلماء في بحث تم نشره في مجلة "Science" أن الضفادع الزجاجية الشمالية تنتقل أجسامها أثناء النوم إلى وضع الشفافية وهو ما يعني أن ما يصل إلى 89% من خلايا الدم الحمراء في أجسامهم تذهب إلى الكبد مختبئة هناك وفقا لموقع ريبليز.

ونتيجة لهذه العملية والتي تنتقل فيها خلايا الدم الحمراء إلى الكبد إلى تضخم الكبد إلى ضعف حجمه الطبيعي مما يجعل أجسامهم شبه الشفافة غير مرئية وبتلك الطريقة تتمكن الضفادع الزجاجية من تحقيق التمويه الكامل بإخفاء قلوبهم التي تنبض من خلال جلدهم الشفاف.

وعلى الرغم من أن العلماء حتى الآن لم يتمكنوا من فهم كيفية قيام الضفادع الزجاجية بهذه العملية دون حدوث تخثر للدم نتيجة تجمعه في الكبد أو التسبب في آثار جانبية ضارة طويلة المدى إلا أن العلماء رأوا ضرورة إجراء مزيد من الدراسات حول كيفية تجنب الضفادع تجلط خلايا الدم الحمراء والذي يمكن أن يؤدي إلى اختراقات في الأدوية المضادة للتجلط للبشر .