سميرة أحمد في موقف لا تُحسد عليه

سميرة أحمد
سميرة أحمد

أعلن أحد فنادق الإسكندرية عن حفلة كبرى بمناسبة رأس السنة الميلادية، وكنت قد قرأت أسماء الفنانين العالميين المشتركين فى الحفل الذين كنت اقرأ عنهم وأرى صورهم فى المجلات، وكنت أتابع أخبارهم أيضا. فقررت حجز تذكرتين، واحدة لي والأخرى لإحدى صديقاتي.

ركبنا القطار إلى الإسكندرية، وكنت قد أعددت الحقيبة التي بها ملابسي وإكسسواراتي، وما كدت أصل إلى الفندق حتى اكتشفت أن التذكرتين ليستا معي، وحاولت ان أتذكر أين وضعتهما، جن جنوني لأن معنى ضياع التذكرتين أننا لن نشاهد الحفل، فاتصلت من هاتف الفندق بالسنترال طالبة مكالمة مع منزلي بالقاهرة ليرسلوا التذكرتين مع رسول خاص في أول قطار سريع.

وبعد انتظار استدعتني عاملة التليفون بالفندق، وردت على خادمتي التي أبلغتها بقصة ضياع التذكرتين طالبة منها أن تبحث عنهما في أماكن حددتها لها، وطلبت منها أن تعاود الاتصال بي على حجرتي بالفندق، وبعد أكثر من ساعة اتصلت خادمتي لتصدمني بخبر أنها لم تعثر على شيء، ظللت أتذكر وأتذكر حتى كدت أن أجن، وبدأت أتعصب فطلبت من الفندق أن يطلب لي «تاكسى» خاص لينقلني إلى القاهرة للبحث بنفسي عن التذكرتين، وحين وصلت إلى بيتي بالقاهرة وأنا في قمة الإرهاق والتعب، تذكرت أنى وضعتهما في المعطف الذى أخذته معي إلى الإسكندرية فعدت مرة أخرى إلى الفندق بالإسكندرية، وما كدت أصل حتى أخبرتني صديقتي أنها لاحظت أن المعطف قد علق به بعض الغبار وأنه يحتاج للتنظيف والكى فأرسلته إلى قسم التنظيف المختص بهذا الأمر في الفندق ! 

يربى ماذا يحدث، اتصلت بإدارة الفندق لكى أستعيد المعطف، لكن المتردوتيل صدمني عندما قال إنهم اكتشفوا أن قسم الكى والتنظيف قد أغلق أبوابه بمناسبة عيد رأس السنة، كدت انفجر في وجه المتردوتيل من شدة غيظي وأنا أطلب منه أن يتصرفوا بأي طريقة، ووعدني أنه سوف يرسل أحد العاملين بالخدمة للبحث عن أحد المشرفين على قسم تنظيف الملابس لإحضاره وفتح هذا القسم، وأخيرا جاءوا بالمعطف وما كدت أرى الخادم يحمله حتى اندفعت أقبل المعطف، ووضعت يدى فى جيوبه فلم أجد التذكرتين، فصرخت قائلة: «فين التذاكر.. سرقتوا التذاكر؟».

وصممت على حضور الحفل بأى ثمن، فأسرعت إلى الكوافير لأصفف شعرى، ثم أسرعت إلى غرفتي في الفندق لارتداء ملابس السهرة، وما كدت أجذب فستان السهرة من الحقيبة حتى سقطت التذكرتين، وتذكرت أننى فى الصباح كنت قد وضعتهما فى المعطف ثم نقلتهما إلى إحدى الطيات الصغيرة في فستان السهرة حتى لا أنساهما، العجيب أنى لم أستطع متابعة الحفلة بعد كل هذا الإرهاق والسفر من القاهرة للإسكندرية ثم العودة للإسكندرية مرة أخرى، وعدت من مكان الحفل إلى الفندق لأن النوم سلطان ! 


سميرة أحمد «الكواكب «- 27 ديسمبر 1960

 

إقرأ أيضاً | سميرة أحمد.. من محراب الفن إلى سوق الملابس