عكس التيار

مرسى الأدهم يترجل شامخًا

رضا هلال
رضا هلال

تأبى سنة ٢٠٢٢ أن تغادرنا دون أن تترك جرحًا غائرًا حزينًا وأنا أفقد واحدا من المخلصين لهذا الوطن، ظل طوال حياته يناضل ويكافح ويعادى التمويل الأجنبى لأى نشاط وطنى، هو مرسى الأدهم الباحث والكاتب الصحفى المستقل عن كل شىء، فقد استمر طيلة حياته وحيدا، ما ينفك أن يكون له صديق يحب أن يسمعه كثيرا ويبادله الرأى والحوار فى بعض الأحيان حتى يخسر مقابلة صديقين أو ثلاثة، كان صادقًا عنيدًا للغاية حتى على حساب نفسه ويرى دائما أنه على صواب، ولكن إذا استطعت أن تقنعه برأيك مدعمًا بالأدلة والبراهين، لا يتورع أبدا فى أن يقف لك إجلالا وتقديرا واحتراما،  كرس حياته كلها لمحاربة الفساد والظلم وهما من أردياه طريحا على الفراش بجلطة قلبية بمستشفى قصر العينى وحدة الدكتور شريف مختار للحالات الحرجة، ورغم الجهد الكبير من الأطباء ومساعديهم بالوحدة فإن القدر لم يمهله.

وكان آخر إنجازاته إصدار كتاب مؤامرات الإبراهيمية لتدمير الأديان السماوية واستعباد الإنسانية. مرسى الأدهم غادر دار الباطل الى دار الحق، فقد استراح من عناء الدنيا لينتقل مرغما إلى دار الراحة والبقاء، فأصبح بين يدى رب العالمين.