إنها مصر

مصر والجزائر

كرم جبر
كرم جبر

بدعوة كريمة من وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة تحدثت أمام مجموعة من كبار رجال الدين الجزائريين، فى احتفال بمسجد النور بالعباسية، حضره أيضاً الزميلان أحمد نوار رئيس الإذاعة المصرية وعلى حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط.
تناول حديثى المحاور التالية:

أولاً: منذ دخول الإسلام مصر على يد عمرو بن العاص والجزائر على يد عقبة بن نافع، أضفى الشعبان على شعائرهما السمات السائدة فى البلدين، من ينابيع الثقافة والحضارة والتاريخ، إضافة إلى وسطية الإسلام ودعوته إلى المحبة والسلام والعدل والبعد عن العنف والإرهاب والكراهية.

ثانياً: عانى الشعبان من ويلات الإرهاب، الجزائر فى العشرية السوداء، بعد اقتناص الجبهة الإسلامية للإنقاذ للسلطة، ومصر بعد صعود الإخوان إلى الحكم.. وصل الحزبان بالصندوق والانتخابات، ثم كشرا عن الوجه القبيح للتطرف والإرهاب، وسقط 200 ألف شهيد جزائرى فى الحرب ضد الإرهاب، 15 ألف ضحية من المصريين شهداء وجرحى، وعانى الشعبان من تدمير دولة القانون، وإحلال شريعة السيف والجلاد خارج إطار القانون.

ثالثاً: كان الجيش هو البطل فى إنقاذ الشعبين المصرى والجزائرى من ويلات الإرهاب، ولم يضعا أمام أعينهما سوى مصلحة الشعبين، لسبب واضح هو أنهما جيوش وطنية، تضم كل أبناء البلاد، دون محاصصة أو شيع أو أحزاب أو تكتلات.

رابعاً: صفحات مضيئة بين مصر والجزائر، تجسدت فى دعم الرئيس جمال عبد الناصر للثورة الجزائرية بالمال والسلاح، والمساندة المعنوية فى المجتمع الدولى، ولم يعقد مؤتمر تحضره مصر، إلا وكانت قضية الجزائر فى صدارة جدول الأعمال.

وعندما اختطف المستعمر الفرنسى زعماء الثورة الجزائرية وعلى رأسهم أحمد بن بلا، خاض عبد الناصر معركة دبلوماسية عنيفة فى المجتمع الدولى لإدانة الاختطاف، وظل الدعم حتى تحرير الجزائر.

خامساً: ساندت الجزائر مصر فى حرب 73 المجيدة، وكان للرئيس الجزائرى هوارى بو مدين مواقف رائعة، منها إرسال شيك على بياض للاتحاد السوفيتى الذى طلب مبالغ طائلة لإرسال طائرات إلى مصر، وأرسل الجزائر الفوج الثامن للمشاة للقتال بجانب الجيش المصرى، وامتزجت الدماء الطاهرة للشعبين على أرض سيناء.

سادساً: بين مصر والجزائر سمات ثقافية مشتركة، ويحب المصريون كاتبة جزائرية شهيرة هى أحلام مستغمانى، وتتشابه الشعوب فى البلدين فى المناطق الريفية فى الملبس "البرنوس" و"الجلباب البلدى"، ويرتدى الشعبان العمامة فوق الرأس، وتتشابه كذلك العادات والتقاليد.

سابعاً: بين مصر والجزائر قضايا وتحديات مشتركة فى الحاضر والمستقبل، أهمها التنمية والمشروعات الاقتصادية وتهيئة فرص العمل للأجيال الجديدة، بجانب قضايا الوعى ومحاربة أفكار التطرف التى تخرب العقول.

ما أحوجنا أن نفتش فى ملفات العلاقات العربية-العربية، ونستحضر أحلى ما فيها.