مؤخرًا افتُتح معرض فنانو بولندا المجندون.. مصر ما بين ١٩٤١ – ١٩٤٦»، بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، حيث تُعرض لوحات مجندى بولندا ممن شاركوا فى الحرب العالمية الثانية، وقد ظلت أعمال هؤلاء المحاربين مخبأة لفترة تقترب من الثمانين عاماً.
والفنان التشكيلى على سعيد مدير مركز الفنون بالإسكندرية ومنسق المشروع، قال لأخبار الأدب إن «المشروع بدأ عندما عُهد إلى «أركينوس» وهو أحد المكاتب المعمارية والهندسية بتطوير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية من عام 2009 وحتى عام 2.
وكانت السيدة البولندية أجنيشكا وهى صاحبة المكتب، والمسئولة تقود عملية تطوير المتحف وتغيير العرض المتحفى الموجود، ثم اكتشفت بالصدفة مجموعة من اللوحات لفنانين بولندين، وحينها بدأت تبحث عن شريك رسمى للعمل معها، سواء من خلال وزارة الثقافة البولندية أو المصرية لإعادة عرض اللوحات».
وأضاف: «جاء سفير بولندا لدى مصر عام 2020 وزار المتحف، وقابلنى بصفتى مديرًا للمتحف، وتم الاتفاق معى على بعض الأمور، ومن هنا بدأت الحكاية، حيث جاء مؤرخ الفن البولندى البروفيسور إيان فيكتور، والمهتم بتاريخ فنانى بولندا فى المهجر إلى متحف الإسكندرية ليتحقق من نسب الأعمال وأصليتها، وبحث عن هؤلاء الفنانين.
ثم أوفد بدوره اثنين من متحف وارسو الوطنى، دوروتا إجناتوفيتش ودوروتا نوفاك، وهما من أشهر مرممى اللوحات الزيتية فى بولندا، وقاما بترميم اللوحات، وكان ذلك فى أغسطس عام 2021، واستغرق عملهما أسبوعين.
ومن وقتها نتواصل لإنجاح المعرض وإخراجه بالشكل المناسب، لقد أردنا حكاية تاريخ هؤلاء الفنانين وعلاقتهم بالحرب العالمية الثانية، وكيف مارسوا الفن خلال الحرب العالمية».
ويؤكد على سعيد أن «الهدف من المتحف هو توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، خاصة أن بولندا عملت مع مصر كثيرًا من خلال بعثات التنقيب الأثرية والاكتشافات الموجودة، ومنها المسرح الرومانى اليونانى.
وبجانب أن المعرض يلقى الضوء على الأعمال الفنية البولندية الموجودة بالمتحف، والتى لم نكن نعلم عنها الكثير، فالمعرض عبارة عن 9 لوحات لأربعة فنانين، جميعهم رسموا بالألوان الزيتية، لكن أبرز الفنانين هو يوزيف ياريما، صاحب خمسة أعمال فى المعرض.
وهو فنان بولندى بارز ويعد من أهم التشكيليين فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، بجانب أعمال ييجى مودنيتسكى، وإدوارد ماتوشتشاك، ويوزيف زامورسكي».
وعن دور المتحف خلال العملية قال: «التحدى بالنسبة إلينا كان هو كيفية عرض الأعمال التسعة داخل قاعة العرض الموجودة لدينا، فهى قاعة كبيرة، لذلك تطلَّب الأمر مجهوداً كبيراً، وقد قمنا بتقديم نبذة عن هؤلاء الجنود وإنجازاتهم والتحدث عن ظروف الحرب.
وبالإضافة لتقديم وثائق باللغة العربية عنهم، فجميع هذه الأشياء نفذناها، أما بخصوص الأعمال المرممة فلم تكن متضررة بشكل بالغ، لكنها احتاجت بعض أعمال التنظيف المتخصص وبعض الرتوش البسيطة»،يذكر أن المعرض يقام بالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية ونظيرتها البولندية.
