العالم يحتاج لموارد إفريقيا لدعم الاقتصاد الأخضر.. ولا بديل عن «الحلم الإفريقى»

مسئولون أفارقة: أفريقيا لم تستفد من أي علاقة مع الولايات المتحدة فى الماضي

 اهتمام أمريكى خاص بالقارة الإفريقية
اهتمام أمريكى خاص بالقارة الإفريقية

بقلم :  مى فرج الله
يقول فرانك موجيني، كبير مستشارى التجارة والصناعة بالاتحاد الافريقي، إن القارة الافريقية أصبحت  قادرة على احداث فرق فى معظم التحديات التى يواجهها العالم الآن خاصة فى ظل الأزمات الاقتصادية التى تسبب بها وباء كورونا والحرب الروسية.


ويرى موجينى أن قطاعى التجارة والاستثمار من أهم الجوانب التى يمكن أن تجمع القارة السمراء مع الولايات المتحدة، ولكن يجب أن يتحدث القادة الأفارقة بصفتهم كيانا واحدا وليس 55 دولة منفصلة، وفى هذا الصدد وبعد أن أطلقت إفريقيا اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية (AfCFTA).

يجب على إفريقيا أن تشارك الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها اتحادا إفريقياً وليس كدول فردية، ويجب عليهم الضغط من أجل التعاون فى مجالات التجارة والتنمية الاقتصادية وتغير المناخ والبيئة، وليكون هذا التعاون ناجحاً، تحتاج افريقيا لتطور تكنولوجي يضيف قيمة إلى مواردها (السلع الزراعية والمعادن) ، كالذى تمتلكه الولايات المتحدة الأمريكية بوفرة.


ومن وجهة نظر فرانك أن افريقيا لم تستفد من أى علاقة مع الولايات المتحدة فى الماضى لأن المنتجات الافريقية لا يمكنها الوصول إلى الأسواق الأمريكية بسبب المعايير الصعبة وقانون اجوا ايضاً والذى يعتبر برنامج للمزايا التجارية وليس برنامج مساعدات أجنبية.

وطبقاً لهذا القانون فإن البلدان التى تستوفى معايير التأهل يكون لها الأفضلية التجارية مع الولايات المتحدة وهذا يصعب الأمر على معظم البلدان الافريقية التى لا تمتلك المهارات والتكنولوجيا لتلبية المعايير الامريكية.


ويرى فرانك أنه من أجل الانتقال إلى الاقتصادات الخضراء والذى أصبح توجهاً عالمياً، تحتاج الولايات المتحدة إلى الكثير من المعادن الهامة التى تمتلكها إفريقيا والمهمة فى صناعات حيوية مثل السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر لتغذية أسلحتهم الدفاعية التى تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهذا يعنى أن على إفريقيا أن تدرك موقفها القوى عند التفاوض مع الولايات المتحدة.


وأضاف فرانك:»إفريقيا لديها ثقلان رئيسيان، الشباب والموارد المعدنية دعونا نجتذب الاستثمارات الأمريكية فى هذه القطاعات ولكن الاستثمارات المسئولة التى من شأنها خلق فرص عمل للشباب. يموت شبابنا وهم يحاولون عبور الصحارى والبحار للذهاب إلى الولايات المتحدة.

ورغم امتلاكنا المعادن والثروات الطبيعية إلا أنه ليس لدينا صناعات لخلق فرص عمل لهؤلاء الشباب. يجب على القادة الأفارقة الضغط من أجل «الحلم الافريقي»، هؤلاء الشباب لا يرون حلمًا أفريقيًا فيذهبون للبحث عن الحلم الامريكى وفى هذه العملية تخسر إفريقيا من خلال هجرة الأدمغة.


ومن جانبه يقول فرانسيس مانجيني، المسئول التجارى وممثل منظمة الكوميسا، إن القمة الامريكية الافريقية خطوة مهمة. وفيما يتعلق بتوسيع التعاون التجارى والاقتصادى بين الطرفين، يرى مانجيني أن هذا سيتطلب حضورًا مكثفًا وقويًا للقادة الأفارقة فى الجلسات الخاصة التى ستعقد على هامش القمة الأسبوع المقبل مع المستثمرين الأمريكيين.

وذلك لدراسة سبل الاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية (AfCFTA) والتى تهدف إلى إنشاء سوق واحد يقدر عدد سكانه بنحو1.3 مليار نسمة، ويتوقع أن يتم الاتفاق على مشاريع تنموية عديدة خاصة فى قطاع البنية التحتية.


ويقول مانجينى إن الولايات المتحدة لا تزال قوة لا غنى عنها وسوف تظل تلعب الدور الأكثر محورية فى النظام العالمى الجديد بما لديها من آلية استراتيجية وخبرة وامكانيات كبيرة. كما أن القادة الأفارقة دائماً ما يعجبون بالقوة العملية الامريكية.

وبالتالي يحافظون على مصالح طويلة الأمد معها. كذلك فإنه فى سياق الحقائق الجيوسياسية، لا تزال الولايات المتحدة تتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية قوية ومستدامة مع الدول الأفريقية.


ويشير مانجيني إلى أنه مع وفرة الموارد الطبيعية، يجب على الأفارقة أن يفكروا فى سياستهم الخارجية الحالية، وأن يصبحوا قادرين على استغلالها بشكل صحيح بعيداً عن الدعم المتمثل فى القروض. كما يجب أن يفكروا فى سبل بناء تنمية مستدامة واسعة النطاق لـ 1.3 مليار نسمة والاسترشاد بأجندة الاتحاد الإفريقى 2063.

اقرأ ايضا | كبير مستشاري التجارة والصناعة بالاتحاد الإفريقي: منطقة التجارة الحرة ستنافس الأسواق العالمية