نسرين موافي تكتب: ‏ألوان قوس قزح وقواعد اللون الأحمر الغائبة

نسرين موافي
نسرين موافي

لا شيء يأتِ من تلقاء نفسه ولا مكان في هذا العالم للصدف كل ما يحدث يُحاك منذ فترات بعيدة ويظهر الكثير منه للعلن وبمنتهي الوضوح، وضوح يصل للتبجح بأن ما يتم رسمه سُينفذ وبمنتهي الدقة.

المشكلة أننا لا نقرأ..

لا نبحث في الماضي ولا نستخلص الدروس منه، لا نحسب الخطوات القادمة في ضوء ما نعرف ونمتلك، لا نجيد رسم الاستراتيجيات الاجتماعية والسياسية طويلة الأجل المؤثرتين بشكل كامل وأساسي في الاقتصاد، لا نأتي بأي فعل في مواجهة خُطة شيطانية كبيت العنكبوت كل خيط فيها متصل بالأخر ويحمل كل الأثر والتأثير على المنظومة ككل، فقط رد الفعل الهزيل الذي يأتي بعد وقوع الكارثة.

 

قد تكون نظرية المؤامرة هي الفعل الاستباقي الأوحد لنا أو لنقل خط الدفاع البديهي والتلقائي لعقولنا.

النظرية الوحيدة التي تتبادر للعقل الجمعي، وبعضنا يعيشها وتسيطر على تفكيره لأبعد حد وآخرون ينكرونها ويصفون معتنقيها بالسذاجة فمن نحن حتى تحاك لنا مؤامرات!!

وآخرون قليلون للأسف أتخذوا المنطق سبيلا في تعاطيهم مع الفكرة فلم يهولوا أو يهونوا

لكن الأقرب للحقيقة وما توضحه كل الوثائق و الأحداث بل ما يعلنه المتآمرون أنفسهم أن هناك " خطة " واضحة و معلنة بل ومتفق عليها …" المليار ذهبي "

نظرية كانت تبدو سخيفة بالنسبة لي حتى تحقق بعد سنوات عدة ما اقترحته مؤسسة" روكفلر "عام ٢٠١٠ كجزء من فكر شامل لهذه الخطة الكبيرة والذي تناولت فيه فكرة تغيير شكل الاقتصاد العالمي عن طريق وباء عالمي يجتاح الأرض ويكون من عائلة الانفلونزا كوسيلة لتخويف الناس وإجبارهم على تطبيق العزل والقبول بالاقتصاد الإلكتروني والواقع الافتراضي

مؤامرة هي اذن ضد العالم النامي بشكل عام ، هم اختاروا أن يعيش فقط " مليار ذهبي"  من البشر ، الأكثر حظاً وثراء، من يشكلون عبئاً أقل علي موارد الكوكب البائس الآخذة في التناقص و الفناء ، فوفقاً لرأي الفيلسوف و عالم الاجتماع " كارا مورزا " فإن البشر الآن يستهلكون جميع موارد الكوكب و هذا سيؤدي إلى ندرتها ، و أنه بالرغم من أن الدول المتقدمة تستهلك جزء كبير من موارد الكوكب إلا أنها تعمل علي اتخاذ تدابير سياسية و عسكرية و اقتصادية من شأنها أن تُبقي علي العالم في حالة غير متطورة صناعياً حتي تستطيع السيطرة الكاملة لتحديد المليار الذهبي  و علي هذا فكل شيء مباح و كل الأسلحة المتاحة شرعية حتي و إن كانت ليست كذلك ، أسلحة تستهدف أساس المجتمعات ووحدة بناؤه ( الأسرة ) .. تبدل المفاهيم وتلوي الحقائق، تستهدف عقل الاطفال، البنية التحتية لمجتمع المستقبل، تعطيهم الحق في تغيير جنسهم وميولهم في سن غير واعٍ وغير مقدر لحجم الضرر، سن من المفترض أن لا يسمح لهم فيه بتحمل اي مسئولية أو اتخاذ أيه قرارات مصيرية، بل و ترهب آبائهم من التدخل أو حتي الحديث معهم في هكذا قرارات و التأثير عليهم.

 

تغيير في الهيكل الطبيعي والفطري لكيان الأسرة ولا يُسمح لأحد أن يعترض فلا شيء سيوقف الخطة.

حرب إبادة حقيقية وقديمة ليست وليدة الزمن الحالي وليست من وحي خيال معتنقي نظرية المؤامرات، حيث يقول التاريخ انها بدأت مع ظهور المنظمة الماسونية التي يُعتقد ان اول تأسيس مؤرخ لها عام ١٥٩٨ ومنذ ذلك الحين وعلى مدي العقود التالية و هي ترسي لفكرة الانتقاء التي تطورت لتصبح خطة المليار الذهبي

هذه المنظمة السرية الهادفة إلي السيطرة علي العالم و موارده بالرغم من شعارها السامي " حرية، إخاء، مساواة"

كعادتهم دائما يضعون شعارات سامية لخطط جهنمية.

 

 خطة إحدى حلقاتها هو اُلفة الشاذ، تبلد المشاعر في مواجهة الأفعال الغريبة وحتى الاجرامية منها والنتيجة أن تصبح محصلة المقاومة صفر، يُغَلف القبيح بغطاء الجمال، تألف الوجع كنوع من النضج وتعتاد اللامبالاة في عالم لا يقف ليلتقط أنفاسه.

ولأنه لا شيء يحدث صدفة فكان من الطبيعي ألا يتم اختيار قوس قزح للتعبير عن فعل شاذ كالمثلية اعتباطا

فحتي ألوان العلم لها دلالاتها.

اختاره الناشط المثلي جيلبرت بيكر بعد تحدي هارفي ميلك- أول رجل في منصب رسمي يعلن ميوله المثلية في الولايات المتحدة - لاستحداث عَلم يمثل فخر المثليين بهويتهم. وكانت النتيجة هي علم قوس قزح المكون من ثمانية ألوان، ورُفع لأول مرة في 25 يونيو عام 1978 في مسيرة حريات المثليين في سان فرانسيسكو.

ويمثل كل لون مشاعر ورموزا مختلفة فاللون الوردي يمثل الجنس، والأحمر يمثل الحياة، والبرتقالي يمثل التعافي، والأصفر لأشعة الشمس، والأخضر للطبيعة، والأزرق للسحر والفن، والنيلي للسكينة، والبنفسجي للروح.

اختاروا معني جميل لفعل قبيح وتجاوزوا كل قواعد اللون الأحمر ومحاذيره، غيبوه عمداً كما نعرفه واستحدثوا هم له قواعد جديدة فأصبح التمييز بين الاجناس جريمة، ازيلت الخطوط الحمراء من قيم الاسرة وشُيدت قلاع حامية حول حقوق الفوضى.

كلها المعاني المعلنة سامية وحقيقية الا انها مجتمعه تعبر عن فعل شاذ عن التواء في التفكير، تماماً كما يختارون عبوة مبهجة وجميلة لسم قاتل ويروجوا لها.

لا يتركون محفل عالمي إلا و قد ابرزوا هذه الافعال فقط لنعتادها و ليدفعوا الاطفال و الشباب دفعا للتجربة والمغامرة، حتي وإن كان من باب تحدي السلطة و اثبات الذات التي لم تكتمل تكوينا من الأساس.

والهدف بشر فرادي يسهل السيطرة عليهم، جنس بشري يقطع نسله لحساب فئة مختارة ويتم فرز النافع للخطة ونبذ العادي والرديء من وجهة نظر مصلحتهم البحتة.

 

في رأيي أن المثلية و أفكارها ليست الهدف ففعلها قديم قدم أساطير الأولين، بل أن الفكرة هي اقتطاع الفرد من جذوره ، من فطرته واقناعه في سن صغير ان الحرية هي الفوضى حتي في التفكير ، تكسير لكل القيود و القواعد الحاكمة للحياة حتي الطبيعي و الفطري منها .

الهدف فرد وحيد بلا أي روابط، لا دينية أو أسرية أو مجتمعية أو وطنية و لا حتي فطرية لينعزل عن مجتمعه و يسهل التحكم به ، ثم يرهبون المجتمعات فكرياً كأن الوضع أنقلب رأساً علي عقب ، فإن لم تكن مثلهم لا تنتقدهم بل و فرض عليك أن تتقبلهم و تعيش في عقدة الإرهاب من أن تجرح مشاعرهم نفس مظلومية الهولوكوست و تقديس الضحية باعتبار وجودها .

 

في كل هذا ما نوع مقاومتنا ومحصلتها؟!

مقاومة عصبية تزيد من الفجوة بين جيل يمتلك الخبرة و استشعار الخطر، و الرؤية المستقبلية و جيل يمتلك القوة، العنفوان و المستقبل .

مقاومة بفكر سلطوي بحت يري في الأبناء ملكية خاصة لا مشروع أنسان أفضل و نسخة أجمل من البشر.

مقاومة عقيمة بائسة كحجر وحيد في وجه فيضان ثائر لا يعرف رحمة، مقاومة تحاول ايقاف المسير و التحكم فيه بدلاً من تعديل خط سير .

نريدهم ذوي دين متمسكون به ومؤمنون بتعاليمه ونحن نقدم لهم نسخة سيئة و عنيفة من أديان وجدت لنشر الرحمة و الأخلاق.

نريدهم منتمين لوطنهم و لنا و لمجتمعهم و لا نريهم الا التسلط و التنمر و الوجه القبيح لنا و لا يشعرون الا بالقهر في مجتمعهم و طنهم.

نريدهم متمسكون بعادات جميلة وبتقاليد قديمة و لا نصدر لهم إلا العيب و المحظورات لا المودة و دفيء العائلة و حضن الجيران.

نحكي لهم -فقط إن اتسع وقتنا - عن القيم و لا نريهم أفعال تطابق هذه القيم .

ها أنا اتساءل عن المقاومة و الحقيقة أن من المفترض أن اتساءل عن حجم المساعدات التي نقدمها لإنجاح خطة القضاء علينا !! لأننا ببساطة لا نقاوم نحن فقط نساير التيار و نتركهم بمفردهم في وجه الإعصار، و نطالبهم بالنجاة بأنفسهم و بنا و نحملهم حقيقة ما لا يحتمل سنهم و لا تفكيرهم و لا زمنهم و لا حتي نفسياتهم .

حتي الحضن الدافئ و تقبل الاخطاء و السند فقدوا الشعور به و بدلا من أن نراجع انفسنا نلقي عليهم كل العبء و المسئولية.

إن كنا نريد ان ننجو فلا سبيل لنا الا هذا الجيل ننجو به و بأنفسنا ، نحتويه نقترب من عالمهم و نجعلهم جزء من عالمنا ، و نزيد وعيه نعرفهم المخاطر المحيطة بهم و نريهم في انفسنا قبل ان نحكي لهم عن معني دفئ العائلة و ليس الاسرة فقط .

فلننجو بهم فهم الأمل و حتي لا نكون الجيل الذي اضاع كل شيء وقضي علي وطن تحدي الزمن.