هشام عطية يكتب: دروس الأزمة هل نتعلم؟!

هشام عطية
هشام عطية

ابتلى المصريون خلال العامين الماضيين وزلزلوا زلزالا شديدا جراء حائجة كورونا المهلكة ومن بعدها الحرب الروسية الاوكرانية المدمرة، فعانوا ويلات وباء قاتل للانفس، وغلاء فاجر سلط سيوف الافقار على رقاب الجميع.

المحن على قسوتها  هى أعظم دروس التاريخ للأمم تتعلم منها كيف تحشد كل طاقاتها للتغلب على أزماتها وكيف تتحوط وتحشد قدراتها ومواردها للمستقبل.
السؤال الأكثر الحاحا الان ونحن مازلنا نعانى، ماذا تعلمنا -حكومة وشعبا- من هاتين الازمتين الطاحنتين واللتين لا يبدو فى الافق القريب نهاية لهما؟!.
لنبدأ بأنفسنا نحن الشعب وفى محاولة صريحة لمحاسبة الذات قبل الحكومة فإننى أقول إننا سقطنا بامتياز فى التعامل مع الأزمتين!.

كارثة وصف يليق بتعاملنا مع كورونا ففى عز عنفوان الوباء وهو يحصد الأرواح بلا رحمة تحايلنا على كل الاجراءات الاحترازية وضربنا عرض الحائط بكل قرارات الحظر والاغلاق.
أحوالنا فى الحرب الروسية الاوكرانية التى يعانى العالم كله من تداعياتها السلبية ومازال حتى هذه اللحظة ليس اسعد حالا فنحن مع العطب الذى أصاب سلاسل التوريد فى العالم، ونحن ما زلنا على اسرافنا البغيض حيث قفزت قيمة فاتورة الاستيراد حسب تصريحات الدكتور معيط وزير المالية إلى 9.5 مليار دولار شهريا بعد أن كانت 5 مليارات فقط قبل الحرب!!.ثقافة الترشيد لم تعرف لنا طريقا ولم نطرق نحن أبوابها ولكننا لا نكف عن النواح والشكوى.

أما على صعيد الحكومة فإن الأزمتين قد كشفتا عن اخفاقات لا تخطئها العين، على سبيل المثال أزمة الأعلاف التى نستورد منها 90 % من احتياجاتنا التى تكلفنا ما يزيد عن حوالى 2 مليار دولار، لِمَاذا لمْ تبادر الحكومة بالتوسع فى زراعة المحاصيل العلفية وتفعيل قانون الزراعات التعاقدية لتحفيز الفلاحين لزيادة المساحات المزروعة من هذه المحاصيل الاستراتيجية التى يمكن أن توفر لنا مليارات الدولارات؟

الأزمات المتتالية التى طالت قطاع الأدوية وارتفاع أسعارها الجنونى وخاصة المستورد منها يدفعنا إلى ضرورة أن تكون أهم أولوياتنا فى المرحلة القادمة أن يكون دواؤنا من مصانعنا وغذاؤنا من حقولنا وقوتنا من انتاج ايدينا حتى لا نضطر إلى اهدار مليارات الدولارات والسقوط فى بئر القروض والاستدانة السحيقة.