حمدي رزق يكتب: وفعلتها شاكيرا !!

حمدي رزق
حمدي رزق

ليس لكونها «شاكيرا» الشهيرة، ولكن لفعلتها الراقية، مقطع فيديو المغنية الكولومبية «شاكيرا»، لف العالم، ظهرت «شاكيرا» وهى تقبّل قدمى والدها المريض مغتبطة، بعد أن بدأت حالته الصحية بالتحسن.

شاهدت الفيديو، غاية فى الرقى، «شاكيرا» وضعت نجوميتها وشهرتها تحت قدمى والدها، تقبل قدميه، وكأنها تستبطن الآية الكريمة»وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا» «الإسراء/ ٢٤».

قبلة «شاكيرا» على قدمى والدها، نموذج ومثال على الرقى الإنسانى، ليت معجبى «شاكيرا» يحتذونها فى تقبيل الأيادى البيضاء، أيادى الآباء والأمهات، ويخفضون لهم جناح الذل من الرحمة.
على محركات البحث قصص مؤلمة لعقوق الوالدين، وفى المحاكم جرائم أسرية يندى لها الجبين، وحكايات محزنة لأولاد فقدوا الإحساس الإنسانى، وظلموا ذوى القربى، وكما قال الشاعر العربى «طرفة بن العبد»: «وَظُلمُ ذَوى القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً / عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ».

فعلتها «شاكيرا» لتثير فى النفس حزنا شفيفا، على حالنا، وحال أبناء جلدتنا، البعض منهم نسى الفضل، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.
وعقوق الوالدين محرم ومجرم ووقعه كريه، وتأثيره سالب، يؤلم الآباء والأمهات بقسوة، يجرح، وكما قال طيب الذكر «بيرم التونسى» فى رائعته «الحب كده»: « بيجرح قد ما يجرح ويعطف تانى ويداوى».

ليته يعطف دون جرح، ولا حاجة الدواء، ترياق الجروح عطفة الأبناء، الابن العطوف نعمة من عند الله، ومن رزقه الله بولد صالح يدعو له، ملك الدنيا ومافيها وحسن الآخرة.
درس «شاكيرا» قلب المواجع على ناس كتير، الرقيقة تقبل القدم، وغيرها يعض اليد والقدم، تقبل قدم والدها بغبطة، وغيرها وجهه مسود أوهو كظيم.

تبرّ «شاكيرا» والدها فخورة وتطل به من نافذتها على العالم، وهناك من يتخفى من أصله، من والده فى الطرقات، تنفق من شهرتها على والدها، وهناك من يقتر، والقدر فى بيت والديه يغلى بماء قراح .
شاكيرا أسكنت والدها أفخم المستشفيات، ويستخسر العاق فى والده ثمن روشتة الدواء، العقوق صار طقسا، مستثنى منه الطيبون أولاد الطيبين.