عبلة الرويني تكتب: سلطة المؤلف!!

عبلة الرويني
عبلة الرويني

ساهم بهاء طاهر فى تأسيس البرنامج الثانى بالإذاعة المصرية ١٩٥٧ وعلى إمتداد سنوات، عمل مخرجا دراميا، قدم العديد من المسرحيات «مأساة الحلاج لصلاح عبدالصبور بطولة محمود مرسى» وثلاثية نجيب محفوظ ومسرحيات عالمية كثيرة منها «أوديب ملكا»، «انتيجون» لسوفوكليس.. «الليلة نرتجل» لبيرانديللو، قدم فيها للمرة الأولى الشاعر نجيب سرور ممثلا..ومسرحيات أخرى كثيرة لأبسن، ويوجين اونيل، واليوت، وبول فاليرى.. أكثر من ٢٠ مسرحية عالمية قام بهاء طاهر بإخراجها، لكنه لم يكتب أبدا للمسرح سوى مسرحية واحدة «مونودراما» هى «كان»..لم تقدم على المسرح، لكن نشرت فى مجلة الأداب اللبنانية١٩٦١...ورغم أن بهاء طاهر مارس أيضا النقد المسرحى لسنوات فى مجلة «المجلة»..

وأصدر كتابا «عشر مسرحيات مصرية..عرض ونقد»..لكن إبداعه كان روائيا خالصا!!...ورغم عمله الممتد كمخرج، كان منحازا دائما لسلطة المؤلف، أمام سلطة المخرج..متحفظا، وأيضا متشددا عند التفكير فى تقديم أعماله الروائية للمسرح، أو فى عمل درامى، حتى أن السيناريست وحيد حامد تراجع عن فكرة كتابة سيناريو لرواية «خالتى صفية والدير» بعدأن اشترط بهاء طاهر قراءة السيناريو والموافقة عليه!!..وخالتى صفية والدير هى الرواية الأكثر حظا فى أعمال بهاء طاهر..قدمت مرتين على المسرح من إخراج ناصر عبدالمنعم، ومحمد مرسى..وفى العرضين التزم المخرجان برؤية بهاء طاهر، فمرت الأمور بسلام، عكس تجربة نورالشريف الأخراجية لمسرحية محاكمة الكاهن عن قصة بهاء طاهر»محاكمة الكاهن كاى نن» بالمجموعة القصصية «أنا الملك جئت» تحفظ بهاء طاهر على إستخدام د.محسن مصيلحى «معدالنص» اللغة العامية فى بعض المشاهد!!.

الالتزام التام بالنص «لغته، شخصياته، رؤيته» كان شرط بهاء طاهر لمسرحة أعماله...وهو أيضا التزم بذلك، عندإخراجه للمسرحيات، محافظا تماما على النص، دون إقتراحات جمالية مضافة، أو قراءة مختلفة.