أحمد السرساوي يكتب: معالى الوزير «مودرن»

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بقلم: أحمد السرساوي

لا يهم ما يقدمه للناس.. المهم صدارته للمشهد.. فنراه الأكثر حضورا على مواقع الإنترنت.. «حريف» تويتر.. «لعيب» فيس بوك.. «محترف» إنستجرام، ولا نجوم «السيما» ولاعبى الساحرة المستديرة!!

يحرص سيادته على تصدير صورته لدى الرأى العام، بأنه المسئول «المودرن» الأكثر  حداثة، متجدد الخطاب، سابق عصره فى الأداء الحكومي، واستخدام التكنولوچيا.
لا يتنازل عن شغل صورته الأوقات الأبرز على الشاشات والبرامج الإذاعية، ويملأ حضوره الصحف والمجلات.. حتى محطات المترو غزا بها رجاله.. وعندما التقط توجهات الحكومة فى إعطاء الفرصة للسيدات فى الوظائف العامة «كلما كان مُتاحا».. أسرع فى التوسع فيها والمبالغة بها، رغم طبيعة عمل وزارته التى لا تتطلب هذه المبالغات فى الجهد «النسائي»!.

أما مؤتمراته الدولية.. فحدث ولا حرج.. فهى الأكثر بذخا وصخبا وإسرافا من «لحم الحي» فلا يهم العائد الحقيقى من نشاطه الزائد، ولا «فرط حركته» الذى يصيب سيادته.. ولا يهم سداد أفكار معاليه، ولا استبعاده الخبراء والعلماء الذين لديهم تنوع فكرى أبرز، فالمهم هو «الشو» الإعلامى وملء الفراغ الرهيب!
وبالمقابل.. ما يراه الناس فى الشارع هو التقصير الحاد فى توصيل رسالته شديدة الأهمية.. وإهماله ملفات عمله الأساسية، رغم تعرض جمهور عملائه وخاصة الشباب منهم لمخاطر حادة كلنا نعرفها.

والأهم والأكثر خطورة.. أنه  لم يوف بوعد واحد قطعه على نفسه لخدمة جماهير شعبنا فى وزارته الخدمية، أو يمنع مفسدة واحدة من التى أشار إليها .. فضلا عن شائعات الفساد فى دهاليز الإيرادات التى تزخر بها موارده.. لكن الحقيقة الأكثر إيلامًا وأسفا أن مشروعاته التى بشرنا بها منذ سنوات.. لم تتحقق أو تتحرك «شِبرا» على أرض الواقع!!
باختصار شديد.. ينطبق على معاليه المثل الشائع «أسمع جعجعة ولا أرى طحنا»!

- ملحوظة: كنت سأواصل اليوم ما بدأته  فى الأسبوع الماضى عن سلبيات الأداء والسياسات لدى بعض بنوكنا الكبيرة، خاصة بعد ردود الأفعال العديدة التى وصلتنى منها.. والتى نستكملها الأسابيع المقبلة إن شاء الله تعالى.