حكاية من التاريخ.. المصريون القدماء حددوا أوقات المطر والجفاف وأفضل مواعيد الزراعة

النقوش الفرعونية تؤكد أن المصريين القدماء واجهوا التغيرات المناخية
النقوش الفرعونية تؤكد أن المصريين القدماء واجهوا التغيرات المناخية

أيام قليلة وتنطلق قمة المناخ 27 cop بشرم الشيخ، لكن التاريخ يؤكد أن مصر تواجه التغيرات المناخية منذ القدم.

قال د. بسام الشماع الباحث فى علم المصريات إن مقبرة رقم ١٠٠ بمنطقة الكوم الأحمر بغرب النيل فى جنوب مصر كانت بمثابة مركز سياسى وثقافى غاية فى الأهمية تم تسميتها هيراكونبوليس فى عصر البطالمة اليونان، وتظهر عدد من السفن الكبيرة المزينة وكان فى الرسومات لا يوجد أثر لمياه سواء نيلية أو بحرية وهذا يتركنا لخيارين، إما أن المياه جفت لسبب مناخى او تغير للطقس، أو أن المنظر يعتبر رمزيا و دينيا ويرجع المنظر لزمن ما قبل التاريخ وقبل توحيد القطرين وقبل بدء عصر الأسرات.

وتابع الشماع أن المصرى القديم كانت لديه كافة الأدوات اللازمة لحساب موسم الأمطار حيث إن العلماء اكتشفوا مجموعة من الأحجار المقطوعة على بعد ١٠٠ كم غرب أبو سمبل بالجنوب المصرى العظيم، موضوعة بطريقة خاصة مشكلة دائرة قطرها ٤ أمتار وفى داخلها عدد من الأحجار تكون خطين، إحداهما يشير إلى اتجاهى الشمال والجنوب والآخر يشير إلى اتجاه شروق الشمس عند وقت ظاهرة الانقلاب الصيفى الفلكية، وتحدث هذه الظاهرة قرب بداية موسم هطول الأمطار تحدث عندما يكون درب الشمس فى السماء أبعد ما يكون شمالا فى النصف الشمالى للكرة الأرضية و توقيتها الآن حول ٢١ و ٢٢ يونيو من كل عام، وتم دراسة المنطقة الأثرية وأطلقوا عليها اسم «نبتا بلايا» ليجدوا أن هذه الدائرة الحجرية الفلكية ترجع إلى حوالى ٤٨٠٠ قبل الميلاد.

اقرأ أيضًا

شرم الشيخ تتزين لاستقبال المشاركين في cop 27 قمة المناخ 2022

وأكد الشماع أن اكتشافات «نبتا بلايا» أثبتت أن الحضارة المصرية بكل عبقريتها إنجازاتها التى تسبق وقتها لم تبدأ فقط فى عصور بناء الأهرامات وتشييد المسلات وابتكار الكتابات الهيروغليفيات ولكن قبل ذلك بكثير، وأكد الشماع أن مقبرة «إمن إم إينت» كشفت ارتداء المصرى القديم للملابس الشتوية.

كما جاء فى كتاب «سياحتنامه مصر» لأوليا چلبى الرحالة التركى، أن فى مصر الأمطار لم تكن تهطل إلا مرة أو مرتين فى السنة بصورة خفيفة ولم نكن نعرف أحدا يلبس الثياب الثقيلة مثل الفراء سوى البكوات، إذ كان من العيب أن يلبسها غيرهم، حيث لم يكن هناك ما يُسمى شتاء بالمعنى الصحيح، بيد أن الحالة تغيرت الآن فاشتد الشتاء وكثرت الأمطار حتى أن الناس أخذوا يلبسـون الثياب الثقيلة والفراوى الغليظة.

وقال إن الثلج نزل ذات يوم من السماء فى عهد الوالى إبراهيم باشا فكسا الأرض كلها حُلة بيضاء ناصعة كما أن السماء أنزلت يوما آخر برداً فى عشرة محلات من البلاد كانت كل حبة منها تزين ما يتراوح بين الثلاثين والأربعين درهماً، الأمر الذى أثار دهشة أولاد العرب وعجبهم.

ويقول «أوليا چلبى» الرحالة التركى إبان القرن الـ ١٧: «بعد تحسن الجو يوماً بعد يوم وولت أيام الشتاء الشديدة وزادت خيرات الأرض وخصبها وأصبحت أم الدنيا عروس وجه البسيطة كلها».