أعظم فضول في التاريخ.. لامبرت حول نفسه لمزار سياحي والسر في وزنه

لامبرت حول نفسه لمزار سياحي والسر في وزنه
لامبرت حول نفسه لمزار سياحي والسر في وزنه

لم يفكر يوما في الاختفاء عن الأنظار أو حتى مواجهة ما وصل إليه فكيف يغير واقعه وهو سبب في ثروته.. رجل ضخم في عالم من السمنة الصغيرة هو المختلف وسط الجميع ليجد نفسه يقف أمام اختيارين يحددوا مصيره وهو لايزال في مقتبل عمره إما أن يحبس نفسه خوفا من أنظار المجتمع أو يواجه الجميع ويتولى السيطرة على حياته ليكون اختياره هو عرض اختلافه باعتباره "أعظم فضول في العالم".


هكذا عرض "دانيال لامبرت" قصته أمام زواره الفضوليين وروج لنفسه في الصحف اللندنية ليتحول من مجرد شاب ضخم بوزن تخطى الـ 335 كيلوجرام وطول خصر تجاوز الـ 2.5 متر إلى أسطورة ومزار سياحي ترك حشود القرن الـ 19 في رهبة أمام أسمن رجل في انجلترا لتكون بداية القصة في عصر كان ينظر للسمنة على أنها فضول.


نشاط لامبرت


في 13 مارس من عام 1770 تعرف أهل مدينة ليستر الإنجليزية على اسطورتهم " دانيال لامبرت" الذي لم يتخيل ايا من أصدقائه أو حتى هو على أنه سيكون حديث انجلترا صاحب الروايات الممتعة والابهار الكبير المساوي لضخامته فعلى الرغم من أن لامبرت اشتهر بضخامته وسمنته الهائلة إلا أنه لم يكن هكذا دائما حيث عاش طفولته بنشاط جذب إليه أنظار الجميع.

 


فقبل أن يصبح لامبرت معروفا بحجمه تعرف عليه أهل ليستر كونه ابن المدينة النشيط صاحب البنية القوية الصحية والمعروف بشجاعته وقوته حيث كان يمارس الكثير من النشاطات في صغره بداية من الاستمتاع بصيد ثعالب الماء مرورا بالاشتراك في سباقات الخيول ونهاية بالصيد البري والبحري وتربية الكلاب ومحاربة الدببة وقت الحاجة.


بداية الرحلة


وعلى الرغم من أن لامبرت كان يحاول دائما البقاء نشيطا إلا أن نقطة تحوله إلى شخص كسول هو مكوثه في النهاية داخل وظيفة مستقرة أجبرته على الجلوس فبعد أن تقاعد والده الذي كان يعمل حارس السجن المحلي تولى لامبرت وظيفة والده التي اقتضت عليه أن يقضي وقت طويل في الجلوس على باب السجن حتى بدأ يكتسب وزن لم يكن يتخيله بحسب موقع " انترستنج".


ففي أوائل عام 1793 وصل وزن لامبرت إلى 203 كيلوجرام ورغم هذا الوزن إلا أنه كان لايزال يحتفظ ببعض إمكانياته الجسدية القوية مثل رفع حتى 560 رطل من الأخشاب وحمل رجلين على ظهره أثناء السباحة ولكن مع استمرار استقراره وجلوسه بدأ ذلك يؤثر عليه حتى تضخم بحلول أوائل القرن الـ 19 وتجاوز وزنه الـ 245 كيلوجرام.

 


لتكون كل هذه المدة ما هي إلا فترة اختفاء له تمهيدا لظهور ضخامته للجميع وبدء تكوين ثروته فبعد أن تم إغلاق السجن بدأ لامبرت البحث عن عمل جديد ولكن مع وزنه لم تكن هناك الكثير من الفرص حتى أعلن عن ظهوره بعرض نفسه باعتباره " أعظم فضول في العالم".


مزار سياحي


حيث تفاجأ سكان لندن في عام 1806 بإعلان غريب على صفحات إحدى الصحف اللندنية يعلن عن معرض السيد دانييل لامبرت من ليستر:" أعظم فضول في العالم يبلغ من العمر 36 عام ويزن ما يزيد عن 14 رطل من الحجر/ 317 كيلوجرام". 

 

وإذا كنت تنوي الزيارة فإليك التفاصيل: "يرى السيد لامبرت زواره في منزله من الساعة 12 إلى الساعة 5 صباحا مقابل 1 شلن " ليشهد سكان لندن على انتقال شاب ليستر دانيال لامبرت إليها معلنا عن افتتاح معرضه للزيارة ليكون هو صاحب العرض وضخامته هي الضيف الدائم فيه.

 


وكون سمات العصر كانت أن السمنة مجرد فضول توافد المئات لرؤية لامبرت ليحقق نجاح لم يكن يتوقعه حتى أصبح سكان لندن مفتونين به وبقصصه التي لا تنتهي من روتين يومه إلى الأسباب التي دفعته لاكتساب كل هذا الوزن وحتى الحديث عن سلالات الكلاب والصيد فأسر لامبرت زواره الفضوليين بمهاراته على الإلقاء والتي جعلت منه متحدث لامع يمكنه التحدث بإسهاب في العديد من المواضيع.


وبعد مرور عدة أشهر من الشهرة عاد لامبرت مرة أخرى إلى ليستر ولكن ليس كما تركها عاد إليها رجل ثري وبطل محلي ومع ازدياد شهرته قرر لامبرت أن يستغل الوضع فقرر أن يعرض نفسه في جولة تضم عدد آخر من المدن ليلقى نفس النجاح والانبهار ولكن لم يكن له كثير من الوقت لتحقيق نجاح أكبر.


نهاية الرحلة


ففي 20 يونيو من عام 1809 خلال زيارته إلى مدينة ستامفورد ودع لامبرت جمهوره وأصدقائه وهو لا يزال شاب لم يتجاوز الـ 39 من عمره فبسبب وزنه الذي بلغ قبل وفاته 335 كيلوجرام عانى لامبرت من ضيق التنفس ليودع الحياة أثناء نومه لتكون المعاناة بعد وفاته. 


وتسببت وفاته في عدد من المشاكل اللوجستية كان أولها عجز الجميع عن إخراجه من غرفة النزل ودفنه ليضطروا إلى تمزيق النافذة وجزء من الحائط لاستخراج جثته ووضعوه في تابوت يشبه الصندوق بحجم مكان لوقوف السيارات حتى يستوعبه.


وبعد ذلك تساعد 20 رجل على دحرجة النعش ببطء من المدينة وصولا إلى فناء الكنيسة ليتم دفنه بعدها مع ذكرى لحجر من أصدقائه يحكون فيها قصته واسطورته التي سجلتها اسماء الحانات التي اتخذت من اسمه اسما لها كما تم إنشاء تمثال ضخم من الشمع على صورته ليكون لامبرت أسطورة تحمل إرثها وزن كبير.