قلب جريء

اغتيال فنى

خيري الكمار
خيري الكمار

تصاعدت في الأونة الأخيرة حدة الهجوم على الرموز الفنية، واغتيالهم معنويا والخوض في أعراضهم بحثا عن الشهرة، ولم يكن هناك أي مراعاة للضمير أن يخرج أشخاص تصر على تدمير سمير صبري بعد رحيله، ثم بعدها بأيام الحديث عن أم كلثوم وعدد من الشعراء، ولو نظرنا في هذا الأمر نرى أنه أصبح لا يتوقف نهائيا، وكل فترة تجد شخصية مريضة نفسيا تصر على التطرق لفنان بهدف لفت الأنظار، لكن الموضوع وصل إلى مدى غير مقبول، حيث تهاجم وننتقد ثم يتم الإعتذار، وينتهي الأمر عند هذا، ولو نظرنا علي الجانب الآخر تجد الخليج والدول العربية لا يمتلكون موهبة تصل إلى 20 % من الأسماء المصرية، ودائما ما يحرصون على تدعيمهم والإشادة بهم والتغاضي عن أخطائهم، ونحن نصر على النيل من رموزنا وكأنها موضة، والمواقف القوية والسريعة التي صدرت عن نقابة المهن الموسيقية وجمعية المؤلفين والملحنين وأسرة أم كلثوم يجب أن تستمر حتى يتم حبس هذا الشخص، لكي يكون بالفعل عبرة لغيره، لأن هذه المحاولات لن تقف سوى بحكم نهائي يكون عبرة لكل شخص، أما التنازل عن القضية سيكون أزمة كبيرة، ويجب علينا ألا نتهاون مطلقا أمام هولاء المرضي النفسيين، خاصة أننا نتراجع فنيا أمام محاولات دول لسحب البساط من الفن المصري، وأي محاولة للهدم تجدهم يستغلونها ويظهرون في وسائل الإعلام الخاصة بهم، وكأنها حقيقة.
أقول لمن تجرأ على الخوض في أعراض هذه الأسماء، “هل أنت سوي لكي تتحدث في العلن وبعد ساعات تعتذر؟”، والأمر غير المفهوم أن اتحاد الكتاب الذي أقيمت داخله هذه الأمسية، أصدر بيانا متأخرا، وفتح تحقيق، لكن كان يجب أن  يعتذر للمصريين، لأن المتحدث عضوا باتحاد الكتاب، وأن يتم إيقافه لحين إنتهاء التحقيق، وحتى يثبت لكل المصريين أن كتاب مصر يرفضون التطاول، لأن الوقائع المنسوبة للعضو لا يمكن التغاضي عنها، إلا إذا كان الأمر به دوافع أخرى.