نرمين جودة تكتب: «التنمر» فيه سم قاتل 

نرمين جودة
نرمين جودة

 

ظاهرة التنمر المنتشرة حالياً نتاج طبيعى لانعدام الاهتمام بالتربية او بتعبير آخر نتاج للفوضى السلوكية عقب الثورتين الآخيرتين ، فالتنمر هو السخرية من شكل او سن او لبس او طريقة نطق او وضع اجتماعى ..الخ ، وعلينا ان ندرك تمام الادراك ان التنمر يدمر الانسان نفسياً وقد يدفعه ذلك للانتحار وتصبح انت يا سيادة المتنمر قاتل باللفظ . 

من الاسباب التى شجعت على انتشار التنمر هؤلاء الشيوخ الذين يدافعون عن المتنمر تحت مبرر سخيف وهو ما ترتديه المرأة رغم ان هناك الكثير من المنقبات اللاتى يتعرضن للتحرش مثلهن مثل غير المحجبة ، كذلك شجعت السوشيال ميديا انتشار ظاهرة التنمر ، فعلى سبيل المثال هناك بعض الحسابات تقوم بالتنمر على صور سيدات كبيرة فى السن ويصل الحد الى الاهانة والتجريح لمجرد انها سيدة كبيرة قامت بنشر صورتها على التويتر ، والمتنمر للاسف من فئة الشباب وكأن الزمن سيتوقف بهم عند مرحلة الشباب ولن تمر بهم السنين ليصلوا للكهولة فى يوم من الايام ، وحسابات اخرى تقوم بنشر صور لبعض النجمات ويغرقوهن فى بئر التنمر على سنها مرة ولبسها مرة اخرى وكأنها حرب ضد الفن تارة وضد النساء تارة أخرى . 

اما عن التنمر فى الشارع فحدث ولا حرج والمؤسف ان الناس فى الشارع لم تعد تنهر المتنمر وتوقفه عند حده ، ولكنها تشجعه وتشترك معه احياناً فى التنمر ، فمثلا تقول للبنات "ما انتم لو بتحترموا نفسكم مكانش حد كلمكم"  ، حتى ان الاعلام ذاته اصبح يشجع على التنمر والتطاول على الآخرين فلو تابعت القنوات الفضائية ستشاهد مذيعة تتنمر على الرجال وتحرض الزوجة على زوجها وعلى فضائية اخرى مذيعة تريد ركوب التريند هى الاخرى فتتنمر على الزوجات وتحرض الزوج على زوجته وللاسف هذه البرامج بدلاً من ان تتوقف ويحاسب صناعها على نشرهم الفوضى السلوكية مستمرة فيما تنشره . 

الحقيقة اذا كان نتاج لتضافر مجموعة من العوامل والظواهر السلوكية المنحطة فان التصدى له لابد وان يكون من خلال تضافر الظواهر السلوكية السوية ودعم القيم والثوابت والاخلاق وعدم ايجاد مبرر للتنمر اطلاقاً.