رؤية شخصية

السلام يبدأ من هنا

جميل چورچ
جميل چورچ

يوم الاثنين الماضى بدأت اجتماعات الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى ظل عالم مضطرب ملىء بالأزمات والصراعات..

تسلم المنظمة نشابا كويوشى الرئيس الجديد للمنظمة التى أثبتت السنوات منذ نشأتها فى أعقاب الحرب العالمية الثانية إلى اليوم الحاجة لإصلاحها بعد أن سيطرت عليها المصالح الشخصية والتى أصبح الڤيتو إحدى وسائلها لذلك وجدنا الرئيس الجديد يرفع شعار التضامن لمواجهة الأزمات واستعادة بناء الثقة فى المنظمة وتحقيق السلام.
وتجتمع الجمعية العامة هذا العام وهى تواجه التهديدات باستخدام الأسلحة النووية والحاجة الماسة لنزعها بما فى ذلك الأسلحة الصغيرة والخفيفة التى يعد انتشارها عقبة أمام التنمية والسلام.

ويسيطر على الساحة ارتفاع درجة حرارة الجو وثورات الطبيعة وأهمها الأعاصير المدمرة والفيضانات التى التهمت ثلث مساحة باكستان، والتهديدات المناخية بشتاء قارص هذا العام مع ارتفاع أسعار الطاقة وندرتها وعودة بعض الدول إلى استخدام الفحم ومن التحديات التى تواجهها هذه الدورة الصراع الروسى الأوكرانى الذى أدى إلى اضطراب أسواق الحبوب وتركت مليار إنسان جياعا إلى أن تم التوصل إلى اتفاق يعيد إنتاج حبوب أوكرانيا للدول النامية والفقيرة.. كما تأثر العالم باضطراب الأسواق المالية الذى أدى إلى التضخم تارة، والكساد أحيانا أخرى ومن أهم سلبيات العام الماضى ما ارتكبته إثيوبيا من خروج عن المعاهدات الدولية الذى واجهه مجلس الأمن ممثلا فى جميع اعضائه بالشجب لأثر الملء الجائر للسد الإثيوبى على حياة أكثر من مائة مليون مصرى علاوة على أثره على السودان الشقيق.. وهنا نتذكر قول لينكولين..

لا يمكنك الهروب من مشكلة الغد بالهروب منها اليوم..

ومع بداية الدورة الجديدة وتزامنا مع الإعداد لقمة المناخ فى شرم الشيخ فى نوفمبر القادم نجد سامح شكرى وزير الخارجية استثمر الفرصة بعقد لقاءات مع قادة الدول بهدف الإعداد الجيد لقضية التمويل لمواجهة التغيرات المناخية، والحاجة لتدبير 100 مليار دولار سنويا كانت قد وعدت بها الدول الكبرى حتى لا يواجه العالم المجهول على حد قول الدكتور محمود محيى الدين رائد المناخ.

ويبقى السؤال هل يشهد العام الحالى منظمة أمم متحدة جديدة قادرة على تنفيذ ميثاقها وتعهدات الكبار من أجل السلام والتنمية؟.