وردة الحسيني تكتب: هدية ذكرى الاحتلال!

وردة الحسيني
وردة الحسيني

يوما بعد يوم تتمادى اسرائيل فى عدوانها على الشعب الفلسطينى واغتصاب الحقوق العربية،وهو ما يرتبط بمعطيات وظروف الواقع العربى والدولى والاقليمى.

فطوال العقود الماضية برز عدد من المتغيرات على الساحة بالمنطقة،والتى لعبت دورا محوريا بهذا التمادى وعلى الإمعان بسياسة الاستيطان وسلب الحقوق والأراضى والمقدرات.

 

ومن أبرز تلك المتغيرات التى صاحبت الواقع الاقليمى والدولى تشعب وتجذر العلاقات الاسرائيلية الامريكية لتكون امريكا هى الراعى الرسمى لإسرائيل بعد بريطانيا وتنفيذ وعدها،وإضافة لذلك تعمق التفكك العربى للدرجة التى امتنع فيها البعض عن حتى اصدار بيان الشجب والإدانة لإسرائيل!

 

وهو ما ظهر جليا مع غزو العراق من جانب امريكا،وما سمى بالربيع العربى حيث تدهور الاوضاع بدرجة خطيرة بدول عربية مهمة كسوريا وليبيا.
يزيد على ما سبق هرولة التطبيع والتعاون الكبير خاصة الأمنى مع اسرائيل!

 

ويكفى أنه مؤخرًا سحبت اسرائيل سفيرا لها فى دولة بالمنطقة،معنية مباشرة بملف القدس!حيث اضطرت للتحقيق معه بعد افتضاح جرائمه الأخلاقية والمالية،وأبرزها اخفاؤه الهدية القيمة من زعيم تلك الدولة والتى أهديت بمناسبة ذكرى تأسيس اسرائيل!والتى كنا نسميها ذكرى الاحتلال.

 

ولا ننسى أيضا تعمق الانقسامات الفلسطينية وتأثيرها على صعوبة التوصل لموقف فلسطينى موحد ازاء هذه الانتهاكات.


أخيرًا..لا شك اننا نعيش بعصر الإمعان فى التصرفات الاسرائيلية المنافية لكافة القيم والمواثيق الدولية،فإسرائيل الآن لا تعمل أدنى حساب لأى موقف دولى او اقليمي،لإدراكها ان فعالية هذه المواقف أمر مستحيل وبعيد جدا، والمحصلة تعامل اسرائيل مع الشعب الفلسطينى وكأنه لا يستحق الحياة وليس فقط تشرده وتسرق أرضه وتهدم منازله.


ومن يسأل عن دور المحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان والمستويات القانونية الأخرى التابعة للأمم المتحدة، فالإجابة أنها مرفوعة من الخدمة ومنا للأسف من يساهم فى ذلك!