منى ربيع
في نهاية شهر يونيو الماضي انتشرت أنباء عن مقتل الإعلامية شيماء جمال، وأن المتهم بقتلها زوجها قاضي بمجلس الدولة، وبدأت الشائعات عن هروبه لكن النيابة العامة والأجهزة الأمنية كانت تتعامل مع القضية بشفافية تامة وتؤكد أن الجميع أمام القانون سواء وكانت تعلن كل جديد على الفور حتى تم الإعلان عن القبض على القاضي أيمن حجاج بعد ثلاثة أيام فقط من مباشرتها للتحقيق في القضية.
استمرت التحقيقات لمدة 10 أيام أخرى بعدها قرر المستشار حماده الصاوي النائب العام إحالة القاضي وشريكه لمحكمة الجنايات وكان ذلك في 8يوليو.
وفي 20 يوليو كانت أولى جلسات محاكمته ونظرا لما كانت تتداوله صفحات السوشيال ميديا وغيرها عن تلك القضية ومالها من تأثير أصدرت هيئة المحكمة برئاسة المستشار بلال عبد الباقي قرارها بحظر النشر في القضية، واستمرت محاكمة القاضي أيمن حجاج وشريكه لمدة شهر ونصف لتصدر المحكمة حكمها بإجماع الآراء أولا بمعاقبة المتهمين أيمن عبدالفتاح حجاج، وحسين الغرابلي بالإعدام شنقا لما أسند إليهما عن التهمتين الأولى والثالثة.
ثانيا: بمعاقبة المتهمين لمدة عام مع الشغل لكل منهما عما أسند إليهما في سرقة المصوغات والهاتف .ثالثا: مصادرة الأدوات والمضبوطة.
رابعًا: إحالة الدعوى المدنية للمحكمة المدنية المختصة، صدر الحكم برئاسة المستشار بلال محمد عبد الباقي، وعضوية المستشارين عبد الحميد كامل، وأحمد بهاء الدين سليم، وسكرتارية محمد هاشم، وسعيد برغش.
حضر المتهمان لمقر المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشدّدة، ولم يحضر أي من أفراد أسرتيهما.
وفور صدور الحكم سجدت ماجدة الحشاش والدة المجنى عليها، بعد الحكم شكرًا لله وأطلقت عدة زغاريد واتصلت على حفيدتها «جنا»- 11 عامًا، تقول لها: «حق ماما رجع، ربنا أنصفنا»،وقد أظهرت التحقيقات أن المتهم الأول أيمن حجاج (زوج المجني عليها الإعلامية شيماء جمال وأضمر التخلص منها، بسبب تهديدها له بإفشاء أسرارهما، ومساومته على الكتمان بطلبها مبالغ مالية منه، فعرض على المتهم الثاني حسين الغرابلي معاونته في قتلها، وقَبِل الأخير نظير مبلغٍ مالي وعده المتهم الأول به.
وتبين من التحقيقات أن المتهمين عقدا العزم وبيتا النية على إزهاق روح الإعلامية شيماء جمال، ووضعا لذلك مخططًا اتفقا فيه على استئجار مزرعة نائية لقتلها بها وإخفاء جثمانها بقبر يحفرانه فيها.
وأشارت النيابة إلى أن المتهمين اشتريا أدوات لحفر القبر، وأعدا مسدسا وقطعة قماشية لإحكام قتل المجني عليها وشل مقاومتها، وسلاسل وقيود حديدية لنقل الجثمان إلى القبر بعد قتلها، ومادة حارقة لتشويه معالمه قبل دفنه.
وأظهرت التحقيقات أنه في اليوم الذي حدداه لتنفيذ مخططهما، استدرجها المتهم الأول إلى المزرعة بدعوى معاينتها لشرائها، بينما كان المتهم الثاني في انتظاره لها كمخططهما، ولما ظفرا هنالك بها باغتها المتهم الأول بضربات على رأسها بمقبض المسدس، فأفقدها اتزانها وأسقطها أرضًا، وجثم مطبقا عليها بيديه وبالقطعة القماشية حتى كتم أنفاسها، بينما أمسك الثاني بها لشل مقاومتها، قاصدين إزهاق روحها حتى أيقنا وفاتها مُحدثَيْنِ بها الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها، ثم غلّا جثمانها بالقيود والسلاسل وسلكاه في القبر الذي أعداه، وسكبا عليه المادة الحارقة لتشويه معالمه.
إقرأ أيضًا l أحمد موسى بعد الحكم بإعدام القاضي قاتل زوجته: «مهربش يا محمد ناصر»