بينى وبينك

ثقافة الوجدان

زينب عفيفى
زينب عفيفى

حين تولى د. ثروت عكاشة وزارة الثقافة، كان هدفه الأول صياغة الوجدان المصري، كان يرى أن الثقافة ليست شأن النخبة وحدهم، وإنما هى حياة الفرد العادى الفلاح ،العامل ،المدرس ،الطبيب ،المحامى والموظف، لأنها ألصق بحياة الناس، فى البيت والمدرسة من خلال الفنون المختلفة من أدب وموسيقى وفن تشكيلي، كان يرى الثقافة هى إحدى وسائل الشعور بالسعادة والرضا، وأن تربية الوجدان تحتاج إلى أناشيد وطنية وأغان شعبية ومسرح وسينما، فكان مجلس الآداب والفنون « المجلس الأعلى للثقافة حاليا» والثقافة الجماهيرية « هيئة قصور الثقافة حاليا» وأكاديمية الفنون وغيرها من كل أعمدة الثقافة الموجودة فى حياتنا الآن. كان واضحا فى أن لا شيء يلين جفاف الحياة ويهون على الناس غير الثقافة، هذا الأمر عمل عليه المثقفون والأدباء والفنانون والشعراء، الجميع أيدوا أفكاره فصارت الثقافة لها طعم الانتماء لا تؤثر عليها الثقافات الخارجية أيا كانت أهدافها الخفية أو الظاهرة، بترسيخ الفكر المستنير الذى يعمل على صياغة الوجدان وهذا لا يحدث فى ظل إعلام براجماتي، وثقافة تهتم بالمناسبات والمهرجانات دون الاهتمام ببناء فكر ووعى الإنسان، الذى يصارع الفضائيات والغزو الثقافى والعولمة بمفرده.

 فى هذا المناخ الملتبس يصعب التفرقة بين ما نريده وبين ما هو قائم بالفعل من خلف الستائر المظلمة والبؤر الخفية التى لا تريد لهذا الوطن أن يقيم له قائمة، لا بد من إعادة صياغة الوجدان المصرى وتنمية وتغذية روح الانتماء. 

وزارة الثقافة هى وزارة الناس فى القرى والنجوع والعشوائيات، وعليها أن تجوب المحافظات والقروى والنجوع لإعادة صياغة الوجدان بمد جسور التفاهم مع الأزهر والكنيسة، والتربية والتعليم والإعلام ومؤسسات المجتمع المدنى والمثقفين والمبدعين الشبان وكل المهتمين بالعمل الثقافى، والتواصل معهم لتهيئة المجال لترسيخ المبادئ والقيم التى اهتزت من جراء تضارب الأفكار والتيارات المختلفة التى أثرت بشكل غير مباشر على هوية وكيان المواطن المصرى البسيط.