د.محمد أبو الفضل بدران يكتب: فاوست ولي من أولياء الله

د.محمد أبو الفضل بدران يكتب :فاوست ولي من اولياء الله
د.محمد أبو الفضل بدران يكتب :فاوست ولي من اولياء الله

«توقفى أيتها اللحظة، فأنتِ فى غاية الجمال».. يود الشاعر الألمانى جوته أن يتوقف الزمن ليكتب الخلود لهذه اللحظة الجميلة فيتلاشى الزمن ليوجد اللازمن فى ديمومته وأبديته؛ وهيهات أن تتوقف، وهكذا الإنسان يبحث دوماً عن الكمال؛ وفى طريق عناء البحث يكتشف فى النهاية أنه بحث عن المستحيل؛ ويدرك أن الحياة بوابة نحو الأخرى.

وأن هذه الأمانى عبثية الجوهر، ومن هنا فإن جوته عندما كتب مسرحيته فاوست» التى كانت وما تزال من أشهر أعماله، بل من الأعمال العالمية المعدودة، كان يعبر عن ظمأ الإنسان للعلم غير المحدود؛ وعن ولع الإنسان بالشهوات غير المتناهية، وعن أسئلته غير المجابة، وعن حبه الأبدى نحو الخلود.

 

وحينما يصطدم بقدراته المحدودة وبعلمه الذى لا يحقق طموحه، يلجأ إلى الشيطان الذى يعقد معه عقداً يُسلم فاوست بمقتضاه روحه للشيطان، فى مقابل أن يهبه الشيطان ملذات لا تنتهى وعِلما لا يُحَد وشباباً لا يزول.


هذا العقد يحقق للطرفين ما يتمناه كل منهما، لكن فاوست بعد فترة يملّ مما هو فيه، ويكتشف أنه ما يزال باحثاً عن حقيقة لا يملكها الشيطان، ومن ثم تبدأ جدلية الصراع بين

فاوست والشيطان فى محاولة لعتق نفسه من ذلك العقد؛ أى أن الصراع يتجدد بصورة أخرى.


فى هذا البستان، سنكتشف أن فاوست فى جوهره ولى من أولياء الله تتشابه حكايته الأولى مع عدد كبير من الأولياء، الذين عصوا فى البداية لكن نهايتهم الاهتداء والقبول فالوصول.

 

اقرأ يضا | سامح إدور سعدالله يكتب عن: القصر العتيق