طلة الصباح

شرايين جديدة لقلب مصر

فوزى مخيمر
فوزى مخيمر

رغم حالة عدم الرضا وامتعاض البعض من شق الطرق وإقامة الجسور فى البر المصرى كشرايين حيوية للتنمية المستقبلية، وتخفيف الاختناقات المرورية التى تستنفد الوقت والجهد والطاقة، إلا أننى بعيون صحفية أقول إن العمل فى أضخم وأعقد وأطول مشروع يجرى تنفيذه بأياد خبراء مصريين وأجانب هو فريد ومعقد ويتطلب قدرات مهارية عالية لم يسبق تنفيذ مثلها فى مصر وربما فى العالم.


إنه المحور الأكثر تعقيدا وتكلفة والذى يربط بين القوس القبلى للطريق الدائرى من المنيب الى القوس البحرى بطول لا يقل عن 20 كيلومترا أعلى ترعة الزمر بالجيزة ويخترق محافظة الجيزة الى القليوبية ثم الوجه البحرى.


يمر أعلى ترعة الزمر متقاطعا أعلى شارع الهرم، وأعلى كوبرى الملك فيصل العلوى ذى الطابقين بكوبرى ملجم ومعقد وبشكل هندسى فريد، ثم يمر أعلى محطة فيصل خط مترو شبرا المنيب، ثم جسر خرسانى من مسارين وطابقين حتى محطة مترو جامعة القاهرة، وقبلها وأعلاها محطة حديدية تبادلية.
هذه المنطقة العمل بها معقد جدا هندسيا وتنفيذيا فالعمل يتم فى موازاة خط سكك حديد مصر إلى وجه قبلى وخط المترو وأعلى ترعة الزمر ومساكن منطقة أبى قتادة التى طالتها وحتمت إزالة بعضها، ثم عبورا بأعلى كوبرى ثروت العلوى ثم تفريعات متعددة يسارا ومتعرجة وبطابقين حتى التقاطع مع نهاية شوارع التحرير وجامعة الدول العربية لربطه بخطوط المترو القديم والجديد ومونوريل 6 أكتوبر، إلى أن يلتقى بالقوس البحرى للدائرى مع محطة سكك حديد مصر الجديدة بمنطقتى المهندسين وبشتيل، بمطالع ومنازل وكبارى مشاه، على أحدث النظم العالمية فى عالم التشييد والعمران.
فارس زمن التحدى
تظل السيرة العطرة للزعيم العروبى الراحل الشيخ زايد بن سلطان نبراسا لكل قائد حكيم، فهو قائد نبت من صحراء قاحلة، وبيئة جدباء صعبة، لكن فكره اجتاز كل هذه الصعاب.
 إنسان عاش يحلم وهو مستيقظ، وهنا تكمن سر شخصيته كفارس لم يتخل عن حلمه طوال حياته، وعاش عمره يكافح من أجل تحقيق حلمه بإسعاد شعبه الصحراوى، وتحويل بلده من قبائل متفرقة تعانى فقر وجدب وقسوة الصحراء، إلى دولة متماسكة قوية، ترسل مسبار الأمل لاكتشاف المريخ، ويتمتع مواطنوها بالرخاء والرفاهية.


هذا التاريخ العظيم والمشرف استحوذ على فكر الأديب والروائى المصرى عبد المقصود محمد وحوله إلى عمل أدبى ورواية جاذبة للقارئ بعنوان ( فارس زمن التحدى).


يقول الروائى عبد المقصود محمد فى تقديمه للرواية: أبهرنى تاريخ الشيخ زايد ومواقفه مع شعبه وعروبته، ويذكر له عندما اندلعت حرب أكتوبر 1973م، كان فى بريطانيا اتصل بالرئيسين السادات والأسد ليعرف منهما احتياجاتهما من الأسلحة والدعم الطبي، ووصل الأمر إلى إصدار تعليماته لمرافقيه بشراء كل المعروض من غرف العمليات الجراحية المتنقلة، فى جميع أنحاء أوربا وإرسالها بصورة عاجلة إلى جبهات القتال المصرية والسورية، وهو صاحب المقولة الشهيرة عام 1973م (البترول العربى ليس أغلى من الدم العربي).


ورواية (فارس زمن التحدى) تستحضر شخصيته الفريدة، فتقرأ وكأنك تراه وتسمعه وتعيش معه، فتشعر بعظمته كفارس فى زمن صعب قل فيه الفرسان.