بقلم: صفية مصطفى أمين
نحن فى حاجة لأن نُعلم أولادنا أن يحبوا كل الناس. لا يكفى أن يحبوا أمهم وأباهم وأجدادهم وأقاربهم وأصدقاءهم أتمنى أن نُعلمهم أن يحبوا المحيطين بهم.. خاصة البسطاء منهم، الذين تسعدهم تحية أو ابتسامة او مجاملة صغيرة. فهؤلاء أحوج ما يكونون لـ «جبر الخاطر».
تعلمنا أن التواضع والبساطة ترفع من شأن الإنسان فى نظر الغير. الشخص الراقى الذى يخرج من أسرة محترمة، هو الذى يعرف أن يحترم الناس، كل الناس.. وبالتالى يحظى باحترام الآخرين.
الحب الذى اقصده، ليس العشق والغرام، إنما هو العاطفة الحانية التى تجعلنى أحب للناس ما احبه لنفسي. فابتعد عن الأنانية والشك وعدم الثقة فى الناس. أخاف عليهم كما أخاف على مصالحى ونفسى وأولادى. أبتهج لفرحهم وأحزن فى مآتمهم.
عندما أصادف قائد سيارة يكسر على سيارة بجواره، او يكاد يصطدم بشخص يسير على قدميه، وبدلا من أن يعتذر يصرخ فيه « أنت اعمي».. اشعر أن هذا الرجل ينقصه كثير من الحب والاحترام. رغم خطئه لا يفكر أبدا فى الاعتذار!
يا ليتنا نربى الأجيال الجديدة على كل الطباع الجميلة التى تاهت منا فى زحام الحياة. نرسخ فيهم منذ الطفولة قيم المروءة والشهامة واحترام الآخر. إذا وجد الواحد منهم انسانا فى محنة، لا يتردد فى مساندته ، ولا يقف منه موقف المتفرج.
إحساسنا بالناس وحبنا لهم سيغيْر لون الحياة.. ويجعلها أكثر امانا واطمئنانا مما هى الآن.
