نحن والعالم

الهيبة

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

هل تحاول امريكا تكرار سيناريو «اوكرانيا - روسيا» مع الصين؟ سؤال بدأ يطرحه البعض بعد اصرار رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى على زيارة تايوان واستفزاز الصين التى أزبدت وأرعدت رافضة الزيارة ومتوعدة بالرد عليها عسكرياً.

لكن الحقيقة ان زيارة بيلوسى التى تأتى فى اطار البروباجندا الانتخابية قبيل معركة التجديد النصفى فى نوفمبر، لم تكن تحظى بقبول البيت الأبيض ولا البنتاجون، لكن حفاظاً على «هيبة» الديمقراطية الامريكية وعدم اظهار ان الرئاسة تفرض على رئيسة غرفة البرلمان تحركاتها، تم تمرير الزيارة على حساب «هيبة» الصين التى وجدت نفسها فى مأزق الرد بشكل يرتقى لمستوى تهديداتها دون ان تنجر لفخ الانخراط فى حرب تعلم جيدا انها ستعطل مسيرتها وتأتى على ما حققته من انجازات. فعلى عكس روسيا التى تحارب الغرب بورقة الغاز، يعرقل التشابك الصينى الكبير مع الاقتصاد الغربى قدرة بكين على تحمل العقوبات، حيث تحتل امريكا وحلفاؤها 8 مراكز من بين أكبر 10 شركاء تجاريين لبكين، ومن هنا فإن أى حصار لها بالعقوبات بسبب تايوان سيسبب تدهوراً اقتصادياً كبيراً يصاحبه تداعيات اجتماعية وسياسية خطيرة تهدد الحلم الصينى الذى تسعى اليه بدأب يشبه دأب السلحفاة الذكية فى قصة «السلحفاة والأرنب» الشهيرة،حيث تعمل على ان تصبح قوة عظمى مكتملة من خلال تفوق اقتصادى يتبعه تفوق عسكرى ونفوذ ممتد يقوم على السمعة الطيبة والقوة الناعمة، وهى تعلم أن الوقت فى صالحها وانها فى النهاية ومع استمرار التقدم دون تعطيل لن تحتاج لهيبة زائفة لأنها ستنتصر فى النهاية «دون قتال» ،كما بشر الكاتب الصينى «سون تزو» فى كتابه الشهير «فن الحرب» قبل قرون.