عثمان سالم يكتب: من رحم المحنة

عثمان سالم
عثمان سالم

مازالت مقولة الراحل الكبير محمد لطيف.. الكورة جوال تتحقق.. استحوذ براميدز على الملعب بنسبة ٧١٪ مقابل ٢٩ للزمالك لكن العبرة بإحراز الأهداف حيث سجل الأبيض ثلاثية نظيفة بدأت بطلقة نارية غير معتادة من الموهوب إمام عاشور شق طريقه من وسط الملعب إلى مرمى الشناوى ولم يجد المدافعون سبيلاً غير منعه بالقوة ليحصل على ركلة جزاء فى الدقيقة الأولى يحرز منها زيزو هدف السبق.. ونتوقف أمام هذا الهدف قليلا فهو من بنات أفكار البروفيسير البرتغالى فيريرا الذى علم لاعبيه كيفية الضغط المبكر على الخصم ليسجل أهدافا أو يمنع وصول المنافسين لمرماه وهذا ما حدث فى مباراة الأهلى فى كأس مصر..

وكان الهدف الثانى نتاج تجربة الدفع بالشباب فهو صناعة نيمار بالعرض إلى الجزيرى الذى سجل بارتياح شديد.. وعن هدف الأباتشى حدث ولا حرج فهو متخصص الصواريخ العابرة للقارات بمجهود فردى أطلق صاروخا فى الزاوية اليمنى العليا للمنافس.. واجه فيريرا مشكلة فى نهاية الشوط الأول تعرض «الونش» للطمة بحذاء عبد الله السعيد أمام المرمى وخرج للعلاج لكنه أصر على العودة للملعب فى الدقيقتين الأخيرتين وهذا إحدى آفات الكرة المصرية فيجب ألا يكون الدافع الذاتى للاعب كافيا ليقرر العودة من عدمه، ولهذا استبدل بين الشوطين بعدما تأكد الجهاز الطبى من عدم جاهزيته ليكمل المباراة.. ولابد من إعطاء كتيبة بيراميدز حقها عندما شكلت خطورة حقيقية على الزمالك بعد الهدف الأول ولمدة 3/1 ساعة تصدت فيها العارضة وعواد لأهداف مؤكدة كان من الممكن أن تقلب المباراة رأسا على عقب لكن خبرة لاعبى الأبيض وحارسهم ومدربهم «الداهية» استنزف الوقت بطريقة مشروعة حتى وهو يلعب ناقصا وأعطى الحفاظ على فارق الهدفين أريحية للمدرب والفريق لاستكمال مسيرتهم نحو حصد الثلاث نقاط بعد الدفع بعدد من الوجوه الجاهزة نفسيا وبدنيا وبينهم الأباتشى ويوسف أسامة نبيه الذى شق طريقه نحو الشناوى فى شبه انفراد لكنه تسرع فى إنهاء الهجمة كما دخل معه إمام فى مشادة فى الكرة العرضية التى كان الأخير الأقرب للتسجيل منها كانت الجماهير البيضاء عاملا إيجابيا مهما للغاية.. لم تتوقف الجماهير عن التشجيع حتى فى الوقت الذى سيطر فيه بيراميدز على الملعب لكن كان لديهم يقين أن فريقهم لن يخذلهم..

ولهذا كان المشهد الرائع والمؤثر عقب المباراة بذهاب شيكا وزملائه إليهم لرد التحية وطمأنتهم على أن الدرع باقية فى ميت عقبة للعام الثانى على التوالى   لابد من الإشادة بمجلس إدارة النادى برئاسة المستشار مرتضى منصور الذى وفر الاستقرار فى موسم هو الأصعب فى ظل عدم القيد وتمرد بعض اللاعبين الأساسيين المنتهية عقودهم ورحيل بن شرقى اللاعب الأكثر تأثيرا.. لكن فييرا أكد أنه قادر على إيجاد البديل المناسب بعد أن دفع بعبد الغنى مكانه وأثبت جدارة وكذلك تقديم نخبة من الشباب الواعدين ورب ضارة نافعة فكانت أزمة القيد منحة لهذا الجيل ولتأكيد جدارة المخضرم فيريرا بالعودة مرة أخرى ليصنع أمجادا جديدة للقلعة البيضاء عندما يكمل مسيرته حتى الاحتفال بالدرع.