فى الصميم

عودة الكمامة..!!

جلال عارف
جلال عارف

يبدو أن الكمامة ستعود بعد اختفاء لم يطل كثيرا فى الشهور القليلة الماضية ساد شعور بالاطمئنان الكامل بعد أن قلت لحد كبير جداً معدلات الإصابة بفيروس "كورونا"، وقل معها الالتزام بالاجراءات الاحترازية وفى مقدمتها "الكمامة" لم نكن وحدنا من شهدنا هذا التغيير.

العالم كله كان يشهد اختفاء الكمامة مع أمل فى أن يكون ذلك هو القرار النهائي. لكن الأمور لم تمض فى هذا الاتجاه للأسف الشديد!

لقد صح ما توقعه العلماء من أن "كورونا" باقية حتى إشعار آخر، وبأن سلالاتها الجديدة مستمرة فى التكاثر، وبأن موجات  جديدة من انتشار الفيروس سيشهدها العالم حتى يأتى يوم نهايته أو يصبح زائرا عاديا مثل نوبات البرد.

فى الاسبوعين الماضيين توالت التحذيرات من ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا مرة أخرى. 

الآن، ورسميا، نحن أمام موجة جديدة من انتشار الفيروس.

الجيد -حتى الآن- أن معظم الإصابات متوسطة أو خفيفة، والسيئ أن المتحورات الجديدة من "كورونا" شديدة الانتشار جدا. ولهذا وجب الحذر وأصبح ضروريا العودة لإجراء الوقاية الذاتية مع تلقى اللقاح.

ولا شك أن قرار الالتزام بالكمامة، داخل المترو هو رسالة واضحة فى هذا الاتجاه. ليس مطلوبا فقط الالتزام بالقرار حتى لا تدفع الغرامة، ولكن المطلوب أكثر أن تصل الرسالة الصحيحة: لا تستهينوا بهذه الموجة من "كورونا" على أساس معظم الإصابات بسيطة. سرعة السلالات الجديدة فى الانتشار مرعبة. شخصيا، وفى الدائرة القريبة، تابعت عدة حالات ينتشر فيها الفيروس للأسرة كلها فى وقت قياسى.

نحن مطمئنون - والحمد لله - لتوفر كل إمكانيات المواجهة الطبية للموجة الجديدة من الفيروس من لقاحات ومستشفيات وأدوية وخبرة نجحت فى تخطى المراحل الصعبة. ويبقى الوعى الشخصى والالتزام بإجراءات الوقاية، ليست شطارة أن تتخلى عن "الكمامة" فتتسبب فى ضرر يمتد لأسرتك كلها. وليس صعبا أن تتجنب الزحام بقدر الإمكان، وليس مكلفا أن تقتطع ساعة من وقتك لتأخذ اللقاح. سلم الجميع من كل شر.