من الآخر

عيد مصر.. ورؤية الرئيس

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد

بالتأكيد أن عودة طابا آخر قطعة من الأراضى المصرية المحتلة لحضن الوطن فى الخامس والعشرين من ابريل لعام 1982 كان انتصارا كبيرا للمؤسسة العسكرية والدبلوماسية وذكرى لا يمكن نسيانها على مر العصور بعدما أكملت فرحة الانتصار المجيد الذى تحقق فى السادس من أكتوبر لعام 1973 على العدو الصهيونى الذى ظن - وبعض الظن إثم- أن جيشنا الباسل لن يقوى على العودة بعد نكسة 67 وأوهم العالم كله أن احتلاله لأرض سيناء واقع مرير لن يتغير ولكن قواتنا المسلحة الأبية ألحقت بجيشه الذى أدعى كذبا وبهتانا أنه لا يقهر عار الهزيمة وخزى الإنكسار والانهيار الشامل وسط إنبهار العالم أجمع بملحمة حرب العزة والكرامة التى سطرت كتب التاريخ تغير مصر بسواعد أبنائها مسار الإستراتيجية العسكرية بحروف من نور تتحدث عن عظمة الجندى المصرى وبأسه الشديد فى المعارك وتضحياته الكبرى فداء للوطن والأرض والعرض.

شخصيا أطالب أن تظل ملحمة تحرير أرض الفيروز بسيناء ضمن المناهج الدراسية حتى يعى ويستوعب أبناؤنا وبناتنا من الأجيال الجديدة الدروس والعبر من ملحمة العزة والكرامة مثل كل الانتصارات التى مرت بها مصر المحروسة ضد المعتدين والطامعين فى مقدرات شعبها الأصيل، ومن وجهة نظرى أن العصر الحديث شهد معركتين لن يمحوهما التاريخ من ذاكرته وسيظل العالم يتحدث عن عبقرية الشعب والقوات المسلحة الباسلة فى العبور بهما بمكاسب لم تكن فى الحسبان، الانتصار الأول كان فى حرب أكتوبر المجيدة بعدما كسرت مصر حاجز التوقعات العالمية بأنها لن تستطيع الحرب واسترداد أرضها ولكنها فاقت التوقعات وحققت المستحيل بعبور خط بارليف المنيع وحولت نكسة 67 الى انتصار 73 الخالد، والانتصار الثانى هو معركة تحرير أرض الكنانة على ايدى الرئيس عبدالفتاح السيسى من براثن الإرهاب والإخوان المجرمين بعدما قفزوا على الحكم عقب ثورة 2011 ليحكموا مصر عاما كان كبيسا على كل المصريين ولولا انحياز الرئيس لمطالب الشعب الذى فوضه لإنقاذه من الجماعة وحكم المرشد لما تنفسنا الحرية ولحدث ما لا تحمد عقباه أسوة بما تشهده المنطقة من مآسى مثلما يحدث لأهالينا الفلسطينيين فى قطاع غزة وأشقائنا فى ليبيا وسوريا والسودان واليمن الذى كان فيما مضى سعيدا والعراق وغيرهم .

تحرير سيناء بالطبع كان معركة استرد فيها المصريون عزتهم وكرامتهم وأرضهم وثأروا للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ولكن المعركة لم تنته ومازالت مستمرة ببناء وتعمير سيناء أرض الفيروز والزعفران وهو ما يقوم به فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومؤسسات الدولة التى عادت قوية بمنتهى الحب والإخلاص لرد الجميل لأهلنا من القبائل والعوائل السيناوية الذين وقفوا حائط صد منيعا ضد محاولات العدو الصهيونى احتلال أراضينا وضد مؤامرات ومكائد الإرهاب الأسود باتخاذ سيناء منصة لإطلاق أعماله التخريبية وإغتيالاته لجنودنا غير الإنسانية.

البناء والتعمير والتطوير وتوفير حياة كريمة للمواطنين كان ولا يزال الشغل الشاغل للرئيس السيسى منذ توليه المسئولية فى البلاد فى جميع المجالات ومن بينها بالتأكيد الرياضة التى شهدت انطلاقة كبرى غير مسبوقة بتدشين المنشآت الرياضية القادرة على استضافة البطولات الدولية والقارية والإقليمية لتتحول مصر فى زمن قياسى لقبلة العالم ومثار إعجابه بفضل الثقة التى عادت إلى كل ما هو مصرى على أيدى فخامة الرئيس فى الجمهورية الجديدة التى ارسى قواعدها شامخة بمنتهى الحب والإخلاص والإدارة الحكيمة والرشيدة للبلاد.

ظهور الرئيس السيسى فى افتتاح البطولة العربية للفروسية بمدينة مصر للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية يرافقه دولة رئيس الوزراء وقيادات القوات المسلحة الباسلة ووزير الشباب والرياضة رسالة جديدة بأن مصر القوية الكبيرة عادت - كعادتها- لاحتضان أشقائها فى المحافل الرياضية الكبرى وتأكيدا على أن أرض الكنانة أصبحت تمتلك المنشآت والمدن الرياضية القادرة على تنظيم رؤية الرئيس المستقبلية لإستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036 وهو الحلم الذى أثق أنه سيتحول لحقيقة مثلما تحولت أحلام كنا نراها صعبة المنال إلى واقع ملموس نعيشه ونتمتع بمكتسباته الآن.

شعب مصر وقواتنا المسلحة وجهان لعملة واحدة عنوانها الوطنية والإخلاص والرغبة فى تحقيق الأفضل لمصرنا الحبيبة.. تحيا مصر.