إبراهيم المنيسي يكتب: ادعوا لجوزيه

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

حتى ما قبل صيف العام ٢٠٠١ لم تكن الكرة المصرية تعرف أحدا من مدربى البرتغال، ولم تطأ قدم أحد من بلاد الرحالة والبحارة وأصحاب الاستكشافات الواسعة أرض الفراعنة..

حتى جاء الأهلى بالمدرب مانويل جوزيه مديرا فنيا لفريقه. وبقى جوزيه سنة واحدة ورحل لكن مسئولى النادى أعادوه فى تجربتين لاحقتين ولعدة سنوات شهدت نجاحات  قياسية وتتويجات كبرى وبصمة فنية هائلة؛ ليفتح جوزيه باب العمل فى مصر أمام مدربى بلاده على مصراعيه  وتزايد العدد وتعدد المدربون حنى وصلوا فى الموسم الحالى للرقم الكبير: المنتخب يتعاقد مع  البرتغالى روى فيتورى  ومن قبله كان مواطنه كارلوس كيروش وعمل نيلو فينجادا مديرا فنيا لاتحاد الكرة ومن قبل مع الزمالك الذى تعاقد لعدة مرات مع برتغاليين. واستقدم هذا الموسم جيسفالدو فيريرا فى ولاية جديدة ومعادة وجاء الأهلى بالبرتغالى ريكاردو  سواريش واستعان إنبى بالمدرب فييرا وتعاقد فاركو مع ألميدا.. يعنى خمسة أطقم برتغالية كاملة تعمل حاليا فى الكرة المصرية.. وكله بسبب جوزيه ونجاحاته.. وهذا يطرح علينا سؤالا مهما: وأين الكرة المصرية ومدربوها من هذا ؟
المدرب المصرى يحتاج لتطوير وتأهيل وصقل وشغل كبير حتى يعود لمكانته خصوصا فى المنطقة العربية وليس الداخل فقط..

بالنظر لتجربة البرتغال وهى دولة أوروبية ليست كبيرة وتعدادها لا يزيد كثيرا على عشرة ملايين نسمة، لكن الكرة فيها وبحكم التواصل مع مستعمراتها التى غزت العالم تطورت واجتذبت الكثير من المواهب. ولا ننسى هنا أن الأسطورة  إيزيبيو الذى وصفه لى مانويل جوزيه ذات مرة بأنه الأمهر من بيليه، استقدموه وأجداده من موزمبيق إحدى مستعمراتهم الكثيرة فى أفريقيا.. نجد أن الاتحاد البرتغالى لكرة القدم وبعد النجاح اللافت للمدرب البرتغالى الفذ جوزيه مورينيو وتجاربه الكبيرة سواء مع بورتو بعد بنفيكا أو انطلاقه خارجيا بعد ذلك ليتوهج مع تشيلسى وإنتر ميلان وريال مدريد ومانشستر يونايتد ويقدم جوزيه مورينيو صاحب لقب السبشيل وان، أى الفريد من نوعه النموذج الملهم للمدربين البرتغاليين الذين أجمع الكثير منهم على أن نجاح مورينيو والنجم الأسطورى كريستيانو رونالدو دفعهم للقول: «ولماذا لا. يمكننا أن ننجح. وأمامنا الدليل على أنه لا يوجد فى الكرة مستحيل»..
الحضور الكبير للمدربين البرتغاليين بالكرة المصرية يجب استثماره جيدا لتطوير فكر اللاعب المصرى وكذلك المدربون..

لماذا لا تهتم إدارات الأندية المتعاقدة مع هؤلاء الأجانب بعقد دورات صقل وتدريب ومعايشة لأبنائها من المدربين الشبان مع هؤلاء.. لماذا لا نتعلم.. ولماذا لا يدرك مدربونا الشبان هواة الكلام والهبد والهجص أنهم ينقصهم الكثير والكبير للحاق بركب الكرة الحقيقية.. وليس كرة المقاوحة والرغى والتقطيع فى كل عمل.. بينما هم الأوسع فشلا فى تاريخ اللعبة..!

وأتمنى أن يستغل اتحاد الكرة وجود المدرب البرتغالى ومعاونيه مع المنتخب ليعقد دورات مكثفة ومنتظمة وجادة للمدربين المصريين من أبناء الأقاليم ومن لا تتوافر لهم فرص السفر والتعلم وثقافة الاحتكاك والمعايشة ليستفيدوا من هذا الوجود البرتغالى الكبير والمؤثر.. وادعوا لجوزيه!