عدم العدالة والشفافية وانهيار المستوى وانقسام أسرة المنظومة أهم الأسباب

التحكيم إلى أين| الخبراء يجيبون : نعيش الأسوأ منذ 10 سنوات

صورة موضوعية
صورة موضوعية

التحكيم المصرى إلى أين وما مستقبله فى ظل الأزمات المتفاقمة الأخيرة؟ وما هو المخرج العاجل حتى لا تتفاقم الأمور؟

20 مليون جنيه مستحقات متأخرة منذ ٦ شهور لـ٢٠٠٠ حكم

19 عضواً بلجنة الحكام يتقاضون ربع مليون جنيه شهرياً

ومع ازدياد وتفاقم الأزمات التحكيمية من ناحية واندلاع الخلافات بين أسرة التحكيم نفسها وفي ظل ما يعيشه حوالي 2000 حكم بجميع الدرجات والمسابقات بعدم حصولهم على ما يقرب من 20 مليون جنيه مستحقات لهم متأخرة منذ 6 أشهر بالكامل تفجرت الكثير من المشكلات والأزمات.

ومع كل هذه الأزمات الكبيرة والكثيرة السابقة تفجرت ازمات اخطر مع هجوم التصريحات الذى زاد وزادت حدته مؤخرا من عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام ضد زملائه تارة الذين ينتقدون أداءه وتتأخر مستحقاتهم، وضد اتحاد الكرة تارة أخرى بعد إعلان الجبلاية عن الاستعانة بخبير أجنبى لتطوير التحكيم وانقاذه مما فجر الكثير من الثورات والازمات ضده مما دعا الكثيرون بالاتحاد وخارجه لتوجيه الشكر له بشكل عاجل حتى لا تتطور الأمور وتتفجر الأزمات أكثر وأكثر.

وفى ظل هذه الأوضاع الصعبة كان لأخبار اليوم التحقيق التالي مع نخبة من خبراء التحكيم الكبار لرصد الواقع بكل شفافية وبدون أى توجه، رغبة منها لنزع فتيل الأزمة وانقاذ الموقف قبل فوات الآوان، وذلك فى نفس التوقيت الذى ينتظر فيه الجميع عودة جمال علام رئيس اتحاد الكرة من مهمته فى رئاسة اللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب لكرة الصالات بالسعودية لاتخاذ موقف عاجل.

إقرأ أيضًا| الحكام يرفعون راية العصيان علي اتحاد الكرة ويرفضون الخبير الأجنبي

روشتة عاجلة
وضع الحكم الدولي السابق والخبير التحكيمي سمير محمود عثمان يديه على أهم 5 أسباب وحلول رئيسية لأزمات التحكيم المتفاقمة، أولها عدم وجود ثقة بين الحكام وبين لجنتهم باتحاد الكرة، وذلك فى نفس الوقت الذى يشعر فيه الكثير منهم بعدم وجود عدالة بينهم فى توزيع المباريات.

وأضاف سمير عثمان أن السبب الثاني يتمثل في عدم وجود ثقة نهائيا بين الحكم المصرى وبين الإعلام الرياضى والجماهير والأندية المصرية من جانب آخر برغم الثقة فى الحكم المصري وهو يحكم بالخارج وأفريقيا، وثالثا المتأخرات المالية للحكام منذ اكثر من 5 أشهر مما يؤثر عليهم.

ويضع عثمان يديه على عامل رابع مهم للغاية لم ينتبه له الجميع هو اختفاء مراقب المباريات من الحكام بسبب تقنية الفار التى لا يمكن لها ان تعوض وتقوم بدوره فى الملعب خاصة فى التحركات، وخامسا التأثير السلبى لعدم الاستعانة بحكام من الاقاليم وخاصة الصعيد برغم كفاءتهم الكبيرة المعروفة عنهم مع اقتصار الاعتماد فقط على حكام القاهرة والدلتا.

ويؤكد سمير عثمان ان المعالجة العاجلة لهذه العناصر ستنقذ الموقف وان اهمال ذلك سيؤدى الى مزيد من الانهيار والتراجع لاهم عنصر فى منظومة التحكيم المصرى.

غير مسبوق
بصراحة كبيرة كعادته يقول الحكم الدولى السابق والمحلل التحكيمى جهاد جريشة ان تحكيمنا نزل الى منحدر لم نصل اليه فى تاريخ التحكيم المصرى من قبل، وان الموسم الحالى يعد الاسوأ للتحكيم المصرى فى آخر 10 سنوات لنصبح فى مرحلة ومستنقع لا نعلم كيف نخرج منه.

ويضيف جهاد جريشة ان الحلول العاجلة لهذا الانهيار تتمثل فى اولا..تحقيق العدالة التحكيمية بين الحكام بمعنى ان يتم الكشف والعقاب لأى حكم كبير يخطئ كما يحدث للحكم الصغير الذى يخطئ حيث ان عدم تحقيق ذلك فجر حالة غليان غير مسبوقة.

ويقول جهاد جريشة..وثانيا ضرورة التدريب المستمر للحكام مع الاعتراف بالاخطاء التحكيمية والعمل على معالجتها الذى يعد اول طريق للاصلاح والتطوير وعدم الدفاع عنها باستمرار مما يتسبب فى موجة غضب كبيرة من جميع اطراف المنظومة جماهير واندية ضد الحكام ولجنتهم.

ويؤكد جريشة على ان العامل الثالث المهم هو اعادة العلاقة الجيدة بين الحكام وبعضهم البعض، وايضا بينهم وبين كل اطراف المنظومة الكروية من جمهور واندية.
وفى النهاية يؤكد جريشة انه حاليا مع اى مسئول خبير تحكيمى يتولى مهمة الانقاذ العاجل حاليا اذا كان مسئول وطنى او اجنبى مهما كانت جنسيته.

عباس والحلول
يكشف الخبير والمحاضر التحكيمى ناصر عباس عن ان مهاجمة رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة للحكم الاسبانى الذى ادار لقاء الاهلى والزمالك الذى اشاد به الجميع وهجومه الكبير على قرار اتحاد الكرة الذى يعمل فيه منذ 6 سنوات بالاستعانة بخبير اجنبى لمنظومة التحكيم.

وفشله فى حل الازمات التحكيمية المتفاقمة والمستمرة كلها أمور تدعوه للاستقالة من منصبه فورا ليتولى غيره الاصلاح والانقاذ والتطوير قبل ان تزداد الازمات وبشكل اخطر.

ويؤكد ناصر عباس إن تهكم رئيس اللجنة الدائم على من يكشف الاخطاء التحكيمية عامة وأخطاءه خاصة فيما يتعلق بقانون الفار وثبت صحة موقفهم خاصة فيما يتعلق بما حدث فى مباراة الاهلى والبنك الاهلى امر يدعو للاستغراب الشديد.

إقرأ أيضًا | ميدو يهاجم عصام عبد الفتاح: تصريحاتك تدل على "غرورك"

الطريق للنهاية
يرد الخبير التحكيمى ورئيس لجنة حكام القاهرة السابق توفيق السيد على تساؤل.. إلى أين التحكيم المصري قائلا: فى طريقه للنهاية وذلك في ظل وجود عصام عبد الفتاح مع احترامه الشديد لشخصه، ولكن كتقييمه له فى قيادة التحكيم المصرى والأزمات والاخفاقات المستمرة خلال فتراته.

ويؤكد توفيق السيد على ان اهم اسباب الازمات والاخفاقات ان من يدير المنظومة التحكيمية لا يتسم بالمصداقية مع الناس والجمهور فى كلامه مما يتسبب فى ازمات كبيرة وان استمراره سيؤدى الى عواقب اخطر وان التغيير للانقاذ امر مهم للغاية اذا كان بخبير اجنبى، وان البديل الوطنى موجود وبكفاءة مثل سمير عثمان او ياسر عبد الرءوف على سبيل المثال وليس الحصر.

ويفجر السيد مفاجأة أكبر بوصفه أن لجنة الحكام التي تضم 19 حكما تم تعيين 75٪ منها بالمجاملة وأنهم يكلفوننا حوالى 250 ألف جنيه شهريا، ولذلك فإن ذلك أحد أسباب الأزمات المتوقع زيادتها واستمرارها ولذلك فإن التدخل العاجل مطلوب قبل فوات الآوان.