- وزير الطاقة اللبناني : موقف أميركا وراء تأجيل الضخ ..وننتظر التمويل من البنك الدولي والتطمين النهائي من الإدارة الأميركية
الأزمة التي مرت بها لبنان، عقب التفجيرات فى ميناء بيروت، أظهرت بعدها أزمة خانقة في الوقود، وطلبت لبنان من مصر إمدادها بالغاز المصري، حيث يتم تصدير الغاز المصري إلى لبنان مرورًا بالأردن وسوريا، ورغم تأكيدات جاهزية خط الغاز العربي لبدء الضخ ، وعقد لقاءات مكثفة فى مصر ولبنان والاردن لبدء الضخ، وأمداد بيروت بالغاز المصري خلال الشهور الستة الماضية، إلا إن العديد من التحديات لا تزال تقف دون إتمام الصفقة، والتي أكد عليها المهندس طارق الملا وزير البترول ، آنذاك أن هناك عددًا من الإجراءات المتعلقة بالاتفاقيات التجارية الثنائية والفنية لبدء ضخ غاز مصر إلى لبنان «لم تكتمل بعد».
وإن من بين هذه الإجراءات، موافقات التمويل من البنك الدولي والموافقات السياسية من الولايات المتحدة بهذا الخصوص.
وكانت منصة الطاقة المتخصصة قد كشفت في سبتمبر الماضي عن عدد من التحديات التي تعوق إجراءات تصدير غاز مصر إلى لبنان، متوقعة عدم الانتهاء من نقل الغاز قبل الشتاء.
وتوقع عدد من الخبراء في وقت سابق أن إجراءات عملية التمويل ستكون عقبة رئيسة، في ظل التوترات والخلافات السياسية في الداخل اللبناني، مع مطالب مصر بإعفاء الاتفاقيات من قانون قيصر الأميركي الذي يحظر التعامل مع النظام السوري، ويضعه تحت طائلة العقوبات الأميركية.
ويخطط لبنان للحصول على نحو 60 مليونًا إلى 65 مليون قدم مكعبة من الغاز المصري يوميًا، لاستخدامها في محطات توليد الكهرباء من خلال خط الغاز العربي المارّ بالأردن وسوريا.
من جهة أخرى، يضع البنك الدولي للموافقة على التمويل، شروطًا إصلاحية تتعلق بحسن الاستمرارية الإدارية والمالية لمؤسسة كهرباء لبنان مع وجود خطة طويلة الأمد للقطاع.
وكان مبعوث وزارة الخارجية الأميركية الخاص لشؤون الطاقة، عاموس هوكستاين، قد أكد في فبراير الماضي، إحراز تقدم في المفاوضات مع البنك الدولي، إلا أنه قال: "لا يزال هناك الكثير الذي يتعيّن القيام به بشكل متوازٍ، والأهم صفقة التمويل وتوقيع العقود والحصول على الموافقات اللازمة من الولايات المتحدة".
ومن جهة أخرى، أكد وزير الطاقة والمياه اللبناني، وليد فياض، أن موافقة الإدارة الأميركية على مشروع تزويد لبنان بالكهرباء من الأردن عبر سوريا لم تصدر بعد.
وأشار فياض على هامش مؤتمر الطاقة الإقليمي المنعقد في البحر الميت اليوم الأربعاء، 8 يونيو 2022 إلى ضرورة الانتهاء من الموافقات بخصوص تزويد لبنان بالكهرباء من الأردن عبر سوريا قبل الصيف، طالبًا المساعدة لتزويد لبنان بالغاز وزيت الوقود.
وكانت الدول الثلاث، الأردن ولبنان وسوريا، قد وقعت عقد تزويد الطاقة الكهربائية واتفاقية العبور اللازمتين للبدء بتزويد الطاقة الكهربائية من الأردن إلى لبنان عبر الشبكة الكهربائية السورية.
وقال الوزير اللبناني وليد فياض، إن العقود موقعة مع الجانب الأردني منذ مدة، وما زلنا ننتظر التمويل من البنك الدولي والتطمين النهائي من الإدارة الأميركية بهذا الخصوص.
وجرى الاتفاق على تزويد لبنان بنحو 150 ميجاواط كهرباء من منتصف الليل وحتى السادسة صباحًا، و250 ميغاواط خلال باقي الأوقات.
وكان وزير الطاقة اللبناني قد أوضح في تصريحات سابقة أن الغاز المصري سوف يؤمّن نحو 4 ساعات تغذية إضافية، مع ما ستؤمّنه شركة كهرباء الأردن من ساعتين إضافيتين، ما يرفع تجهيزات الكهرباء إلى 10 ساعات يوميًا.
وكانت اتفاقية توريد الغاز المصري للبنان وصلت إلى مراحل متقدمة، بعد أن اتفقت القاهرة وبيروت على معظم بنودها، ويجري الانتهاء من الإجراءات اللازمة لبدء التصدير.
وكان وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، كان قد وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض، والوفد المرافق بالقاهرة، لبحث الترتيبات النهائية لتوريد الغاز إلى لبنان، من أجل دعم منظومة الكهرباء منذ عدة شهور، وشهد اللقاء التنسيق الجاري بين الجانبين للانتهاء من الإجراءات، والتنسيق مع الأردن وسوريا لمرور الغاز عبر أراضيهما، إذ جرى استعراض بنود التعاقد لاتفاقية توريد الغاز المصري إلى لبنان.
أكد طارق الملا التزام مصر ودعمها للبنان في إطار العلاقات الأخوية الوطيدة وتأكيدات الرئيس عبدالفتاح السيسي مساندة مصر أشقاءها اللبنانيين.
وأضاف أن اتفاقية توريد الغاز تمثّل إسهامًا مصريًا في حل مشكلة الطاقة في لبنان، مشيرًا إلى أهمية الانتهاء من باقي الإجراءات للبدء في التوريد.
وأعرب فياض عن تطلعه لإتمام التعاقد، مشيرًا إلى أن الأمر حاليًا بيد البنك الدولي لتأمين التمويل اللازم، فضلًا عن الولايات المتحدة، حتى لا تنعكس تداعيات قانون قيصر على مشروع انتقال الغاز إلى لبنان عبر سوريا.
اقرأ أيضا | «الأوابك» تستعرض مؤشر أسعار النفط الخام ومشتقاته والغاز الطبيعي اليوم
