فى الصميم

وجه آخر للإرهاب وسلام آتٍ للقدس

جلال عارف
جلال عارف

التصعيد الإسرائيلى فى القدس العربية مستمر. انتهاكات المتطرفين للمقدسات الإسلامية والمسيحية يتصاعد فى حماية الجيش الإسرائيلى هشاشة وضع الحكومة يجعلها تمضى فى التصعيد لاسترضاء أنصارها من المتشددين.

ورغم كل التحذيرات من انفجار الموقف مازال الصمت الدولى هو السائد.. والنتيجة أن يمضى التصعيد الإسرائيلى فى طريقه وأن يتجاوز رئيس الحكومة الإسرائيلية خطوطا حمراء كثيرة ويعلن أن كل القرارات المتعلقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس سيتم اتخاذها من قبل إسرائيل وحدها فى انقلاب كامل على كل القرارات الدولية التى توكد أن القدس العربية هى أرض محتلة، وفى انتهاك كامل لكل الاتفاقيات التى وقعتها إسرائيل وتعهدت فيها باحترام الوضع التاريخى للمدينة المقدسة التى عاشت فى أمان على مدى قرون كانت فيها عروبتها سياجا يحمى المقدسات ويوفر حرية العبادة للجميع.


تصريح رئيس حكومة إسرائيل المتهاوية يعنى أيضا نسف الوضع الذى تم الاتفاق عليه والذى أعطى الأردن الشقيق حق الوصاية وإدارة الأوقاف الإسلامية والمسيحية فى القدس العربية المحتلة حتى تتحرر المدينة المقدسة من أسر الاحتلال الصهيونى. ومعه سوف تنسف معاهدة «وادى عربة» بين الأردن وإسرائيل، ولن يكون هناك مجال للحديث عن اتفاقيات أوسلو بعد ثلاثين عاما من محاولات إبقائه على قيد الحياة رغم كل جهود الإرهاب الإسرائيلى التى لم تتوقف لاغتياله ولقتل أى فرصة تلوح لتحقيق السلام.


الجهود تتواصل لمنع انفجار لا يعلم إلا الله كيف تكون عواقبه. الأطراف العربية الأساسية «فلسطين والأردن ومصر» تتحرك فى كل الاتجاهات.


لا بديل عن تراجع إسرائيلى، ولا سبب يبرر الصمت الدولى على جرائم إسرائيل التى لا تتوقف. الرئيس الأمريكى يستقبل ملك الأردن ويستعد لزيارة المنطقة. مسئولية أمريكا ـ لأسباب عديدة ـ أكبر من غيرها. فلسطين طلبت ـ للمرة الألف ـ حماية دولية لشعبها من إرهاب إسرائيل، وحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس التى كانت وستظل عربية.
الأيام القادمة حاسمة، وللقدس ـ رغم الإرهاب الصهيونى والصمت الدولى ـ سلام آتٍ ونصر موعود.