من يراقب غذاء المصريين؟.. «التموين»: المنتجات تخضع لمراجعة دقيقة

من يراقب غذاء المصريين
من يراقب غذاء المصريين

مروة شعير: دور المستهلك أن يتأكد من جودة التخزين والعرض والصلاحية 


حالة من الجدل صاحبت قيام الأجهزة الرقابية  بسحب عدد من المنتجات الغذائية مؤخرا بسبب وجود بعض المشكلات الصحية بيها وكان آخرها المكرونة سريعة التحضير..

كما أثارت تصريحات الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، والتى كشف فيها عن وجود عدد من المنتجات الغذائية ومنها « البسكويت والشيكولاتة» تعرض فى عدد من المحال التجارية «السوبر ماركت» تحتوى على مادة مخدرة وهى «الخشخاش»، على جانب آخر سادت حالة من القلق بعد رصد عدد من حالات التسمم بسبب بكتيريا السالمونيلا فى دول أوروبية عدة بسبب نوع من الشيكولاتة والذى يتداول فى مصر بكثرة، وهو ما دفع هيئة سلامة الغذاء إلى سحب عينات من هذه الشيكولاتة لتحليلها، وهو ما حدث. جميع هذه الأحداث وغيرها فتحت بابا حول سلامة الغذاء ومراقبته، والذى تتحمله بشكل أساسى هيئة سلامة الغذاء المصرية وتشاركها فيه عدد من الجهات الرقابية بالوزارات والهيئات المختلفة بهدف ضمان جودة وسلامة الغذاء والتأكد من حصول المستهلك على المنتجات بصورة صحية.

البداية كانت مع تصريح الدكتور جابر نصار والذى جاء بناء على شكوى البعض والذين سبق وأن خضعوا لفحص مخدرات والذى تتطلبه وظائفهم وأظهر نتيجة إيجابية لتناول المادة المخدرة، مؤكدا أنهم أيقنوا أن أحد منتجات الشيكولاتة المستوردة هى السبب والتى اتضح أنها بالفعل تحتوى على مادة الخشخاش فى مكوناتها، مؤكدا أن بعض أنواع الشيكولاتة المتواجدة فى الأسواق المصرية تحتوى على نسبة من بذور نبات الخشخاش المخدرة، والمباح استخدامها وتناولها فى أوروبا وأمريكا، ولكن تواجدها فى السوق المحلية يعتبر جريمة ويتعارض مع القوانين المصرية.


الشركة المستوردة لنوع الشيكولاتة والذى يعتقد انه يحتوى على الخشخاش كان لها رد هى الأخرى والتى سارعت لتوضيح الأمر والذى أكد أن المنتج يتم استيراده من دولة ألمانيا، وخاضع للرقابة والمواصفات المصرية، كما تم فحص المنتج و12 منتجا آخر من قبل الجهات المختصة، كما أنه تم اختباره من قبل هيئة سلامة الغذاء، والشركة لديها ما يثبت الإفراج الجمركى للمنتجات الخاصة بالشركة.

 

وأوضح المدير التنفيذى للشركة أن بذور زهرة الخشخاش والتى تدخل فى مكونات التصنيع تستخدم عادة فى صناعة المعجنات والمخبوزات كما يتم استخدامها فى صناعة الحلويات، وهى غير مخدرة تماماً، لأنها تكون بذرة ولا تحتوى على المواد المخدرة.


 ومن جانبها قالت مروة شعير، مدرسة الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث سلامة الأغذية، إن المنتجات الغذائية تخضع للعديد من أشكال الرقابة المختلفة، وتعتبر هيئة سلامة الغذاء هى المسئول بشكل أكبر على متابعة المواد والمنتجات الغذائية المختلفة، بخلاف مشاركة من وزارة التموين وعدد من الهيئات.

 

وأوضحت أن الرقابة تكون على المنتجات النهائية وأيضا فى مرحلة التصنيع، وصولا إلى التخزين والعرض والبيع للمستهلكين، ولذلك تعمل تلك الأجهزة على متابعة كافة المنتجات والحصول على منتجات من المواد الغذائية المختلفة المعروضة بهدف تحليلها والتأكد من سلامتها.


مؤكدة أن ذلك يحدث بشكل دورى وفى حالة وجود بلاغات أو شكوى من أحد المنتجات، وعادة ما تتخذ إجراءات مباشرة عقب التأكد من العينات وظهور نتائج التحليلات، مشيرة إلى أن بعض الحملات على وسائل التواصل تكون مقصودة من شركات منافسة ولذلك الدقة والتأكد من المنتجات للحفاظ على المنافسة وعدم التشهير بأى من المنتجات.


كما أكدت أن المستهلك عليه دور هو الآخر فى الرقابة وذلك من خلال التأكد من شراء المنتجات من أماكن معروفة والتأكد أيضا من طرق العرض والتخزين، ومكونات المنتجات المختلفة قبل شرائها للتأكد من طبيعتها وملاءمتها للاستخدام.


بخلاف ضرورة التأكد من شراء منتجات معروفة ومن منافذ بيع ثابتة ومضمونة، مع أهمية متابعة طريقة التخزين والعرض.


كما قال الدكتور سعيد شلبى، أستاذ أمراض الباطنة بالمركز القومى للبحوث، إن الأوروبيين اعتادوا على إضافة بعض الإضافات على الشيكولاتة بهدف تحسين المزاج، بعض هذه الإضافات هو نوع من أنواع الخمور المعتقة، بحيث يكون هناك جرعة صغيرة من الخمور فى كل قالب من الشيكولاتة وهو ما لا يتنافى مع ثقافتهم أو قوانينهم، ولكنه يتعارض مع الثقافة والقوانين المصرية.


ولذلك لابد من تعزيز الرقابة على المنتجات الواردة إلى مصر وخاصة الشيكولاتة والتى عادة ما تضاف إليها إضافات عدة لتمييز نكهتها واعطائها أفضلية على المنتجات الأخرى، مؤكدا أن الشكوى من عدد من المنتجات خلال الفترة الأخيرة طبيعى ليأتى دور الجهات الرقابية لمتابعة تلك المنتجات وتحليلها مثل المكرونة سريعة التحضير وأيضا أنواع الشيكولاتة.


مؤكدا أن إضافة مواد مخدرة أو كحوليات إلى بعض المواد الغذائية جائزة فى هذه الدول وإن لم يكن معتادًا لدينا، مشيرا إلى أن ذلك يعود عليهم تجاريا من خلال تعود المستهلك على الشيكولاتة على اقتنائها والشعور بالنشوة بعد تناولها وقد يصل الأمر إلى الإدمان، وهو ما يدفع العديد من الشركات العالمية لإضافة تلك المواد المخدرة أو الخمور بهدف زيادة مبيعاتها أو خلق نوع من الجذب لدى الجمهور بهدف تحقيق ربح كبير، ولذلك توضح الشركات على العبوة الإضافات التى تمت إضافتها والتى توضح أى منها يحتوى على أى مواد مخدرة وخمور.


وأوضح أن وزارة التموين والتجارة الداخلية وكذلك وزارة الداخلية، تحركت بالفعل بهدف تحليل عينات من جميع الأنواع التى اشتكى منها المستهلكون والمصنعة داخليا أو المستوردة، وذلك فى المعامل المركزية لوزارة الصحة بهدف التأكد من جودتها ومطابقتها لمعايير المجتمع.


وقال إن خطورة هذه الشيكولاتة فى تسهيل دخول السموم إلى الجسم والتى قد يعتاد عليها الجسم ويسهل التعاطى والرغبة فيه، مثل الأقراص المنومة التى قد تبدأ بنسبة بسيطة وتتطور إلى كميات كبيرة، وتستدعى اللجوء لطبيب متخصص فى علاج الإدمان من خلال أدوية مضادة للسموم.


وينفى المهندس عبد المنعم خليل، رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، إمكانية وجود أى أنواع من المواد الغذائية تحتوى على مواد مخدرة او كحولية أو غير مطابقة للمواصفات، مؤكدا أن مصر تمتلك جهازًا رقابيًا على أعلى المستويات فى المنافذ البرية والجوية والبحرية وخاصة فى التعامل مع المواد الغذائية المستوردة. مؤكدا أن جميع هذه المنتجات تلقى من خلال الأجهزة الأمنية والرقابية متابعة دقيقة وتتم متابعة الشركات المستوردة أولًا بأول بهدف التأكد على الصحة العامة للمواطنين ومنع أى مواد قد تضر بصحتهم، مؤكدا أن المواصفات القياسية المصرية هى من الأفضل فى العالم تستوجب تاريخ إنتاج وصلاحية هى الأقصر بين العديد من الدول وذلك بهدف التأكد من سلامة المواد الغذائية من شيكولاتة أو لحوم أو منتجات مختلفة.


وأوضح أن المواد المستوردة عادة ما تمر بعدد من المراحل لتصبح متاحة للتداول المحلي، فبعد وصول السلعة إلى المنفذ البرى أو الجوى أو البحرى يتم التحفظ عليها فى الحجر الصحى، وتعمل عدد من الجهات على أخذ عينات عشوائية من تلك المواد من خلال نظام محكم بأرقام سرية، وتخضع هذه العينات إلى تحليل متكامل من قبل الجهات المختلفة للتعرف على مكونات السلعة ومدى ملاءمتها للسوق المحلى من قبل الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وعقب انتهاء جميع التحاليل وظهور نتيجة إيجابية يتم الإفراج النهائى عن السلعة ويتم تداولها فى السوق المحلية. مشيرا إلى أن هذا يعد خطوة أولى قبل الخطوة الثانية وهى الرقابة الداخلية على الأسواق من خلال التأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية.


ووجه نصيحة إلى المستخدمين بضرورة رفع الوعى فى الشراء والاستهلاك مع التأكد من مكونات كافة السلع الغذائية قبل شرائها والتى قد تسبب حساسية للبعض والتأكد من الصلاحية وطريقة الحفظ والعرض، خاصة أن بعض أنواع المأكولات الغذائية تحتاج إلى طريقة حفظ مناسبة والبائعون يتركونها فى الشمس طول اليوم.

اقرأ أيضاً | «الداخلية»: الشوكولاته المتداولة بالأسواق خالية تمامًا من مخدر «الخشخاش»