دبلوماسية تقريب الشعوب

وردة الحسيني
وردة الحسيني

لاشك ان العمل الدبلوماسى لم يعد مجرد عمل تقليدى ذى معنى سياسى بالدرجة الأولي،وإنما بات يمتد لجوانب مختلفة للعلاقات بين الدول، ويستهدف الاسهام فى تحقيق درجة عالية من التقارب بين الشعوب.

وفى مسيرة العلاقات الدولية هناك دبلوماسيون مميزون ساعدوا فى تعزيز العلاقات بين دولهم والدول المعتمدين لديها،لما يمتلكونه من خبرات ورؤى وأفكار.. ومن بين هؤلاء «رامون خيل كاسارس» سفير إسبانيا بالقاهرة،والذى تولى منصبه بمصر قبل حوالى ثلاث سنوات،خلالها تجول فى الكثير من المناطق والمعالم فى مصر،من الاسكندرية إلى الاقصر وأسوان، للتعرف على الثقافة والتقاليد المصرية.. وذلك ليضيف لخبراته بالمنطقة،فقد سبق وأن عمل فى افريقيا،كسفير لبلاده فى غينيا الاستوائية والسودان وجنوب افريقيا،وتولى منصب مدير ادارة افريقيا بالخارجية الاسبانية.. وخلال تواجده بمصر شهدت العلاقات الثنائية دفعه مهمة وعلى كافة المستويات،انعكاسا لنجاح زيارة رئيس الحكومة الاسبانية للقاهرة فى ديسمبر الماضي..

كما عمل ايضا على توظيف الاهتمام بالرياضة والدورى الاسبانى فى تحقيق المزيد من التقارب بين شعبى البلدين.. وتطرق فى عمله أيضا لتأكيد دور العلوم والثقافة،فقدم هدية لمكتبة العاصمة الادارية الجديدة،ضمت أكثر من ١٥٠ كتابا ومؤلفا باللغة الإسبانية لروائع الأدب الإسبانى واللغويات، والاقتصاد والعلوم الاجتماعية والتاريخ والفنون..

أخيرا وبالرغم ان العام الماضى كان عاما استثنائيا وصعبا بسبب تأثير جائحة كورونا،الا ان السفير الاسبانى قام بتقديم ونشر قاموس كرة القدم باللغتين العربية والإسبانية،والذى يحظى باهتمام الشباب،ودعم تنظيم مهرجان سينما «إيبروأميريكا» فى القاهرة والإسكندرية،كما انتهز تحسن الوضع فى ظل هذا الجائحة وعمل على استعادة الانشطة التى تقوم بها سفارة بلاده،وذلك وكما يقول،حتى يتعرف الجمهور المصرى على التغيرات التى يشهدها الواقع الإسبانى وتطور العلاقات الثنائية، وإيمانا منه بأهمية أن تدور عجلة الحياة، وأن التقريب بين الشعوب هدف لا غنى عنه، ووسائله ليست دبلوماسية فقط.