المحكمة تبرئ الإعلامية "نوليا مصطفى" من ادعاءات طليقها

الإعلامية "نوليا مصطفى"
الإعلامية "نوليا مصطفى"

كتبت: هبة عبد الرحمن

حكم قضائي بعدم قبول دعوى إسقاط حضانة عن الام تقدم بها أب لصغيرين، الحكم لا يعتبر مهمًا لكونه يخص إعلامية مشهورة فحسب، ولكن لأنه يعتبر انتصارًا جديدًا للمرأة وحفاظًا على حقوقها وعدم إهدار أحقيتها فى الحياة وتحقيق الذات والطموح، بسبب شخص يكره أن يراها ناجحة ومعروفة بين جمهور عريض يكن لها المحبة.

 

بطلة القضية هى إعلامية شابة حسناء خفيفة الظل قدمت عددًا من البرامج الناجحة اسمها «نوليا مصطفى»، ورغم انها ظهرت بعد سنوات طويلة كانت قد توقفت فيها عن العمل من اجل الزواج ورعاية الأبناء، وأيضا بسبب زوج متسلط رفض خروجها للعمل وتحقيق أى طموح يخصها، إلا أنها استطاعت فى فترة وجيزه أن تخطف الاضواء حولها بخفة ظلها وجمال ملامحها، الامر الذى دبت الغيرة فى قلب طليقها، ومعها وصلت لطريق مسدود فحصلت على حكم بخلع نفسها قبل عودتها إلى عملها بفترة، بسبب معاملته القاسية الذى عاملها بها، ورفضه لتطليقها فى هدوء الامر الذى دفعها لطلب الخلع حتى تنهى عشرتها معه، وتعوض ما فاتها وتعود إلى عملها بعد غياب دام لسنوات، بجانب اهتمامها وتربيتها لطفليها ثمرة زواجها، لكن لم يتركها طليقها فى حالها؛ تقدم بدعوى إسقاط حضانة عنها وضم الصغيرين إلى حضانته، بدعوى أنها إعلامية وتغيب لفترات طويلة عن البيت وادعى ايضا بأنها سيئة السمعة معتمدًا على شهادة شهود واحدة من صديقاتها التى قررت ان تبيع صداقتها، وخادمتها التى كانت تعمل لديهم فى فترة زواجهما وتعلم بالخلافات القائمة بينهما، ولم يتوقف ادعاءته عند هذا الحد بل قدم صورًا لها للمحكمة يزعم انها دليل على إدانتها، اطلعت عليها المحكمة.


أسرعت الإعلامية «نوليا» إلى مكتب المستشار معتز الدكر محامى الأسرة الشهير للوقوف بجانبها، الذى قدم مستندات وأوراقًا تفيد بكذب ادعاءاته، كما قدم شهودًا من طرف المدعى عليها أكدوا على كيدية طليقها، وبأن ما قاله مجرد ادعاءات ليس حبًا فى صغيريه وإنما نكاية فيها وتدميرًا لسمعتها وصورتها أمام ابنائها، لتصدر المحكمة حكمها منصفًا للأم الإعلامية الناجحة ونصرة لحق من حقوق المرأة العاملة الناجحة فى عملها.

 

وقد حصلت «أخبار الحوادث» على صورة من الحكم الصادر من محكمة اسرة مدينة نصر، المرفوعة «امام الدائرة 2 بمحكمة اسرة مدينة نصر فى الدعوى رقم 1493 لسنة 2019 والتى تقدم بها «م.أ.ع» ضد مطلقته الاعلامية نوليا مصطفى والسيدة «صفاء» والدتها، تقول سطور الحكم:إن المدعى طلب نقل حضانة طفليه الصغيرين «عمر وهلال» من المعلن اليها والدتهما نوليا مصطفى إلى حضانته وذلك لمدة سنتين، وذلك لانها كانت زوجة له ورزقت منه بالصغيرين وطلقت منه خلعًا بالحكم الصادر فى الدعوى رقم 3092لسنة 2017 اسرة مدينة نصر، وصدر له حكم فى الدعوى رقم 4678 لسنة 2018 اسرة مدينة نصر بتمكينه من رؤية الصفيرين بمقر الحديقة الدولية إلا أنها امتنعت عن تنفيذ حكم الرؤيا ومنعت الصغار من الذهاب للمدرسة لمدة سبعة أيام الامر الذى دفعه لإقامة دعواه.

 

وبعد تداول الجلسات وفى الجلسة بتاريخ 9/6/2019 قدم المدعى اعلانًا بتصحيح شكل الدعوى باختصام جدة الصغيرين للاب السيدة «ز»، كما طالب بإحالة الدعوى للتحقيق ليثبت عدم أمانة والدتهما عليهما، بدعوى أنها تعمل بالمجال الإعلامى وتتغيب لفترات عن المنزل، الامر الذى دفع السيدة «صفاء» جدة الصغيرين للام بطلب عارض طلبت فيه نقل حضانة الصغيرين من ابنتها المدعى عليها الاولى إلى حضانتها هى، وفى جلسة 22/12/2019 حضر المدعى «م.ا» وأقر انه طالب بإسقاط حضانة الصغيرين ونقلها له لسوء سلوك والدتهما، مما حذى للمحكمة بإحالة الدعوى للتحقيق.

 

وفى جلسة 9/2/2020 استكملت المحكمة إجراءات التحقيق بسماع شهادة الشهود من طرف المدعى «م» والمدعى عليها الإعلامية «نوليا»، حيث استمعت الى شهود المدعي، وبسؤال الشاهد الاول «ش.م» الذى اقر بأنه صديق المدعي وبأن مطلقته والدة الصغيرين غير امينة على الصغار ونما إلى سمعه أنها سيئة السمعة واستدل على ذلك بالتعدي عليه بالسب وأنه شاهدها حال جلوسها على احد المقاهى مع اشخاص اجانب، وبسؤال الشاهدتين كل من «م.ع» و»هـ.ت»، حيث شهدت الاولى أنها صديقة المدعى عليها الاعلامية «نوليا» وقالت بإن صديقتها «نوليا» أقامت لديها عقب انفصالها عن المدعى «م» وانها كانت دائمة السهر ولها العديد من المعارف مع عدد من الرجال، وشهدت الثانية بأنها كانت تعمل خادمة لدى المدعى عليها «نوليا» حال زواجها من المدعى وانها كانت دائمة الخروج من المنزل.

 

وبسؤال شهود المدعى عليها «نوليا» كل من «ع.م» و السيدة «ع.أ» والشيف «ى.ع» أقروا جميعا بوجود خلافات بين المدعى عليها والمدعى وانها تحسن رعاية الصغيرين، وان شاهدة المدعى الثانية ـالتى كانت تعمل خادمة لديهاـ  قد سرقت هاتفها عقب طلاقها من طليقها، وقد قررت المحكمة إنهاء حكم التحقيق وإعادة الدعوى للمرافعة.
وفى جلسة 7/3/2021 حضرت جدة الصغيرين للاب وطالبت أن تدخل خصمه فى دعوى المدعى»م» ضد المدعى عليها «نوليا» والدة الصغيرين حيث طالبت بضم حضانة الصغيرين «عمر وهلال» إلى حضانتها وقد قضت المحكمة بقبول ادخال السيدة «ز» جدتهما للاب خصمًا بالدعوى، بينما تقدمت السيدة «صفاء» جدة الصغيرين للام بطلب عارض الى المحكمة وذلك فى مواجهة كل من المدعى «م» والمدعى عليهن، بطلب ضم حضانة الصغيرين «عمر وهلال» الى حضانتها.

 

وقالت المحكمة قبل النطق بالحكم؛ عن موضوع الدعوى الاصلية فأنه من المقرر قانونا طبقا للمادة 20 من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 4 لسنة 2005 والتى تنص على أنه (ينتهى حق حضانة النساء ببلوغ الصغير او الصغيرة سن الخامسة عشرة ويخير القاضى الصغير او الصغيرة بعد بلوغ هذه السن فى البقاء فى يد الحاضنة دون اجر حضانة وذلك حتى يبلغ الصغير سن الرشد، وحتى تتزوج الصغيرة ويثبت الحق في الحضانة للام ثم للمحارم من النساء، مقدمًا فيه من يلي بالأم على من يلى بالأب، وقد أقام المدعى دعواه طالبًا نقل حضانة الصغيرين اليه من المدعى عليها لسوء سلوكها كونها تعمل بالمجال الاعلامى وتتغيب لفترات عن المنزل ولما كانت المحكمة قد قضت بجلسة 12/2019 بإحالة الدعوى للتحقيق ولم يشهد اى من شهود المدعى أن المدعية سيئة السلوك بما يخشى عليه من انحراف الصغيرين أو ضياعهما أو انها ترتكب أفعالا منافية للآداب العامة، وحيث أنه وعن الصور الفوتوغرافية المقدمة من المدعى للمدعى عليها الاولى والدة الصغيرين، حتى يستدل بها على سوء سلوكها وانحرافها أخلاقيً.

 

ولما كانت المحكمة قد طالعت تلك الصور وتبين انها خاصة بالمدعى عليها الاعلامية «نوليا» وانها قد التقطت لها فى أماكن عامة، وحيث أن المدعى قدم بلاغات ولم يقدم ما يفيد أن المدعية قد سبق إدانتها بموجب حكم قضائى فى إحدى الجرائم المخلة بالشرف والاخلاق فتكون دعواه قد جاءت على غير سند صحيح لذلك حكمت المحكمة برفض الدعوى وإلزام المدعى بالمصروفات، وعن الدعويين الفرعتين المقامتين من كل من المدعى عليها الثانية «صفاء» جدة الصغيرين للام، والخصمة المتداخلة «ز» جدة الصغيرين للأب، فيعتبران هما والدعوى الاصلية المقامة من والد الصغيرين وجهين لعملة واحدة، لذا فقد تم رفضهما. 

 

قضت محكمة أسرة مدينة نصر برئاسة المستشار وليد النجار، وعضوية المستشارين عمرو حسبو، وابراهيم سعيد، برفض دعوى اسقاط حضانة الصغيرين عن المدعي عليها الاولى الاعلامية «نوليا».