فى حب.. شابلن

خالد حمزة
خالد حمزة

فى‭ ‬مذكراته‭ ‬الشخصية‭ ‬يقول‭ ‬شارلى‭ ‬شابلن‭: ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أعيش‭ ‬فى‭ ‬ملجأ‭ ‬الأيتام‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أهيم‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬باحثاً‭ ‬عن‭ ‬لقمة‭ ‬خبز‭ ‬كنت‭ ‬أعتبر‭ ‬نفسى‭ ‬أعظم‭ ‬ممثل‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬وكنت‭  ‬أثق‭ ‬فى‭ ‬نفسى‭ ‬ولولا‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭  ‬لكنت‭ ‬قد‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬النفايات ‬داخل‭ ‬بالوعة‭ ‬الفشل‭ . ‬

وعندما‭ ‬قابلت‭ ‬آينشتاين،‭ ‬قال‭ ‬لى‭: ‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬شيء‭ ‬أحبه‭ ‬فى‭ ‬فنك‭.. ‬إنه‭ ‬فن‭ ‬عالمى‭. ‬يمكن‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬أن‭ ‬يفهك‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ! ‬

ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬سبب‭ ‬حب‭ ‬الناس‭ ‬لى،‭ ‬فقـــــد‭ ‬كــــنت‭ ‬مــــرة‭ ‬أتجـــــول‭ ‬ماشـــــيا‭ ‬على‭ ‬قـــــدمى‭ ‬فـــى‭ ‬أحد‭ ‬شوارع‭ ‬نيويورك‭ ‬المزدحمة،‭ ‬وعندما‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬الفندق،‭ ‬وجدت‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬جيوبى‭ ‬ساعه‭ ‬ذهبية،‭ ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬من‭ ‬الذى‭ ‬وضعها‭ ‬فيه،‭ ‬فسلمتها‭ ‬للشرطة‭ .‬

وفى‭ ‬اليوم‭ ‬التالى‭ ‬تلقيت‭ ‬رسالة‭ ‬تقول‭: ‬عزيزى‭ ‬شابلن،‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬كتبه‭ ‬نشال‭ ‬محترف،‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬أمس‭ ‬أنى‭ ‬كنت‭ ‬أمارس‭ ‬عملى،‭ ‬فرأيتك‭ ‬فى‭ ‬اللحظة‭ ‬التى‭ ‬سرقت‭ ‬فيها‭ ‬الساعة،‭ ‬ولما‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬المعجبين‭ ‬بفنك،‭ ‬فقد‭ ‬رأيت‭ ‬أن‭ ‬أقدمها‭ ‬هديه‭ ‬لك،‭ ‬ووضعتها‭ ‬فى‭ ‬جيبك‭.‬

‭ ‬ومرت‭ ‬سنة‭.. ‬ولم‭ ‬تفلح‭ ‬الشرطة‭ ‬فى‭ ‬معرفة‭ ‬صاحب‭ ‬الساعة،‭ ‬فأعادوها‭ ‬إلى‭.‬

ونشرت‭ ‬الصحف‭ ‬القصة،‭ ‬فلم‭ ‬يمض‭ ‬يومان،‭ ‬حتى‭ ‬تلقيت‭ ‬رسالة‭ ‬تقول‭ :‬

عزيزى‭ ‬شابلن،‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أسير‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬شوارع‭ ‬نيويورك،‭ ‬سرقت‭ ‬منى‭ ‬ساعتى‭ ‬الذهبية،‭ ‬وقد‭ ‬قرأت‭ ‬بالصحف‭ ‬أن‭ ‬السارق‭ ‬أهداها‭ ‬إليك‭.  ‬

ويسرنى‭ ‬أن‭ ‬تحتفظ‭ ‬بها‭ ‬ولأننى‭ ‬أكثر‭ ‬إعجابا‭ ‬بك‭ ‬من‭ ‬السارق،‭ ‬فأننى‭ ‬أرسلت‭ ‬إليك‭ ‬مع‭ ‬الرسالة،‭ ‬السلسلة‭ ‬الذهبية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالساعة‭!‬