ليلة بكت فيها جالا فهمي.. «بتعملي ايه يا ماما؟»

الفنانة الراحلة جالا فهمي
الفنانة الراحلة جالا فهمي

صدمت من أصدقاء كثيرين، وخيانة أي صديق تقتلني أكثر من خيانة الزوج لأني لا أجد لها مبررا سوى الخسة فأنا شديدة الإخلاص لأصدقائي وخيانتي لأي صديق أو صديقة شيئ لن يرد في قاموس حياتي.

 

كلمات بدأت بها الفنانة الراحلة جالا فهمي، حديثها لمجلة روزا اليوسف عام 1989، مؤكدة أنها كانت في لحظة يأس، وهي تصب غضبها على العالم، وقررت الهجرة والسفر وأثناء قيامها بتجهيز حقائبها وقعت عيناها على ورقة مكتوبة بخط يدها، بأنها تعترض على هجرة أي إنسان من بلده مهما كانت الظروف سيئة، وأبواب الأمل كلها موصدة.. «أنا لا أتصور أن أي شيء قادر على اقتلاع جذوري من منبتي إلا الموت».

 

حينها تذكرت «جالا» رومانسيتها وحلمها وهمت بجمع أشيائها وأشلائها؛ استعدادا للسفر بلا كلل أو هدوء، فإذا بطفلها الصغير ابن الخمس سنوات يدخل عليها حجرتها ودار بينهما هذا الحوار:

 

بتعملي ايه يا ماما؟

سأسافر لارتباطي بعمل في الخارج، وسأتركك مع والدك، زوجها السابق، وإن شاء الله أما أرجع في الصيف آخذك تعيش معي.

لم يتمالك الطفل نفسه وانهمرت دموعه وقال لها: هتسافري وتقعدي كتير زي المرة اللي فاتت، بينما كانت أطول مدة تركته فيها كانت 6 أسابيع.

 

زلزلت دموعه مشاعرها ورجت كيانها كأم، وجدت نفسها تنهار في بكاء مرير أيضا، وبصوت يشوبه حنان الأمومة تحتضنه وتقول: مش هسافر يا عمر.. ماما مش هتسيب عمر أبدا.

 

واختتمت حديثها قائلة: لقد كان ابني عمر قادرًا على حمايتي من نفسي، ويأسي، وجنوني.


ومن أطرف المواقف التي تعرضت لها جالا فهمي عندما تلقت مكالمة هاتفية من أحد معحبيها، يسألها عن معنى تسميتها باسم جالا.

 

فما كان منها إلا أن ضحكت، وأوضحت له أن معنى اسمها باللغة التركية «قطرة الندى الواحدة»، وأن إحدى قريباتها هي التي أطلقت عليها اسم جالا، وأنها سعيدة باسمها رغم أن البعض يناديها بدون تعطيش الجيم.