لم يكن يتخيل أن حياته ستنقلب رأسا على عقب في لحظة اعتبرها أمر معتاد فما الضرر في جرح بسيط باليد يبدو سطحي لا يحتاج سوى تضميده ولكن اكتشف بعد 4 سنوات أنه لم يكن مجرد جرح بسيط بل باب لإصابته بأحد أكثر الأمراض ندرة التي سيطرت عليه وتملكت منه ليكون زائر دائم للمستشفى.
" تايسون بوتينوس" هو ذلك الشاب محب السفر الذي يبلغ من العمر 34 عام ويعيش في ولاية "رود ايلاند" الأمريكية والتي انقلبت حياته رأسا على عقب في لحظة نتيجة جرح بسيط في إحدى سفرياته التي يقوم بها باستمرار وكانت هذه المرة الوجهة إلى " كوستاريكا" حيث بدأ كل شيء بعد أن تعرضت ذراعه لجرح في حادث دراجة في إجازة قبل 4 سنوات وظن تايسون أن الأمر لا يتعدى كونه جرح يحتاج إلى تضميد ولكنه في حقيقة الأمر كان سبب كافي لتسلل عدوى يسببها فطر استوائي نادر للغاية دخل جسده بحسب موقع " الصن" البريطاني.
اقرأ ايضا:يشبه قناديل البحر.. رصد مخلوق قاتل على شواطئ بريطانيا| صور
فبمجرد عودة تايسون من رحلته إلى كوستاريكا عام 2018 وبدأ يعاني من أعراض مؤلمة بدأت بمعاناته بإصابته بصداع متقطع واستمر تطورها حتى وصل إلى إصابته بشلل في الوجه وبعد 8 أشهر من عدم قدرة الأطباء على تحديد سبب مرض تايسون وبعد إجراء اختبارات غير ناجحة لسرطان الدماغ ومرض لايم وداء الكيسات المذنبة وفيروس نقص المناعة البشرية والسل توصل الأطباء اخيرا لسبب مرض تايسون.
مرض "العفن الأسود السام النادر" هو ما اكتشفه جراح أعصاب النمو في خزعة تايسون الثالثة فلم تكن رحلة كوستاريكا سوى مجرد رحلة سامة ولم يكن الجرح سوى سبب لإصابة تايسون بفطر " Cladophialophora bantiana" وهو حالة نادرة لم يتم تسجيل الإصابة بها سوى لـ 120 حالة فقط في جميع أنحاء العالم منذ أن تم اكتشافه في عام 1911 ليكون تايسون هي إحدى الحالات المحيرة.
اكتشف الأطباء نمو خراجات في دماغ تايسون بعد شهور من الأعراض المؤلمة والمحيرة الناتج عن إصابته بفطر استوائي نادر للغاية دخل جسده من خلال الجرح وعلى الرغم من أنها ليست عفن بالمعنى الحرفي للكلمة كما هي في اسم المرض ولكنها في الواقع ما هي إلا عدوى فطرية تلقب بالعفن الأسود لأن الميلانين يعطيها لون غامق.
وبسبب ندرة المرض لم يكن لدى الأطباء خطة علاج واضحة لتايسون حتى أن فكرة استئصال الخراج لم يكن خيار متاح وذلك لأن الخراج كان قريب جدا من العديد من الأجزاء الحيوية في الدماغ ولذلك قرر الأطباء أن أفضل طريقة لعلاج العدوى هي تناول مجموعة من الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم لمهاجمة العفن والسيطرة على التورم الهائل وتراكم السوائل التي تسبب صداع شديد وضغط على الدماغ حيث كان الضغط داخل جمجمته 15 ضعف الكمية الطبيعية.
ولكن في مارس من عام 2020 أصيب تايسون بجلطة دماغية تسببت في إعاقات خطيرة له وتطلبت منه إعادة تعلم كيفية المشي والتحدث والقراءة وبعد اجرائه 10 عمليات جراحية للدماغ و5 شرايح في العمود الفقري وأنبوبين يربطان بطيني دماغه ببطنه اكتشف الأطباء أن الدواء الذي كان يتناوله خلال 4 سنوات لم يساعده في قتل الفطريات لأنه لم يخترق الحاجز إلى دماغه لتبدأ بالفعل خطة علاج جديدة.
