روتين «منتقبات» يوتيوب.. دولارات من بيع الخصوصية والطبخ والتنظيف

سيدات الروتين اليومي
سيدات الروتين اليومي


◄ ظاهرة اليوتيوبر فضحت أسرار البيوت 
◄ البحث عن المحتوي الشاذ لتوسيع رقعة المشاهدة
◄دعارة الإلكترونية بأسعار خيالية


تصفح يوتيوب وفيسبوك ووتش، وتيك توك، عادة باتت يومية يواظب عليها أغلب حاملو الهواتف الذكية بقصد أو بشكل تلقائي نتيجة الإعلانات التي تجبر إصبع الإبهام على نقرها بدافع الفضول؛ ووسط  كل أنواع المحتوى ما بين رياضة وطعام وخلافه تجد فيديوهات الروتين اليومي، وهي غير مفهومة لسيدات «منتقبات» بملابس المنزل في المطبخ.

 

محتوى سيدات الروتين اليومي «مريب»، حيصث تقف صاحبات الفيدوهات بظهورهن وهن يطبخن أو يغسلن الأواني ويشرحن دورهن في المنزل.. الغريب أن الفيديوهات تحصد ملايين المشاهدات وتحقق آلاف الدولارات .. فأحد هذه الفيديوهات على سبيل المثال حقق حتى اليوم  4 فبراير 7,649,345  مشاهدة، ويشير عنوانه إلى أن السيدة صاحبة الفيديو تطبخ «صينية البطاطس» فقط.

 

بالتصفح في إحدى قنوات يوتيوب من هذا النوع وجدنا السيدة المنتقبة نشرت عشرات الفيديو تتراوح فيها المشاهدات ما بين 10 آلاف وحتى الـ 7 ملايين.

رصدنا بعض التعليقات كيّ تدلنا عن ما الذي يجذب المستخدمين لهذا النوع من المحتوى واخترنا أحد الفيديوهات للسيدة المذكورة وهي تمارس الرياضة، ووجدنا أحد المعلقين والذي يتوارى خلف اسم يحمل إيحاءَ جنسيا فيدوّن:«صباح الورود والحب يا ست الكل يا أجمل ست»، وقال آخر يدعى أحمد إبراهيم: «صباح الرياضة والإثارة والتشويق الرائع»، وقال نبيل محمد: «انا جديد معاكي بس انتي (وصف جنسي) بصراحة»، فيما قال أحد المستخدمين ويدعى: «أحلى وأجمل جسم رياضي محترف يا ست الكل أنتي برنسيسة يا قمر أنا عبده من القاهرة».

 

ربما تدلنا هذا التعليقات على السبب وراء الدخول النهِم لهذه القناة على الأرجح هو غريزي وجنسي بشكل غير مباشر، فصاحبة الفيديو الملثمة تتعمد إبراز مفاتنها أمام الكاميرا رغم أن محتوى الفيديو يتحدث عن أشياء عادية، كالطبخ  وتنظيف المنزل والرياضة اليومية.

وفي بعض المشاهد تتمايل بحركات مثيرة أثناء إعداد «شهقة الملوخية» وأخرى وهي تقوم بتنظيف الحمام بإيحاءات تستفز الغرائز.

بالبحث وجدنا عالم خفي من هذه القنوات تظهر فيها السيدات داخل بيوتهن خلف ما قد نسميه مجازا النقاب، بحثا عن دولارات المشاهدات.

 

هوس الفيديوهات

يعلق الدكتورأسامة السعيد، أستاذ الإعلام، على الظاهرة قائلا إن السنوات الأخيرة وخاصة مع وجود منصات التواصل التى يستطيع أن يجني الأشخاص من ورائها المال أدى ذلك لظهور مايسمى بـ«اليوتيوبر» كان ذلك أثار سلبية عديدة وهوس الأفراد بالمشاهدات وأنا ضد هذه الفكرة لأن إنتاج الفيديوهات في حد ذاته ليست وظيفة مدرة للربح ، يجب أن من ينتج تلك الفيديوهات يكون لديها الخبرة والعلم والمعرفة لنقلها للآخرين، إنما فكرة الكسب من وراء الكلام.. فالكلام فقط ليس وسيلة للتربح.

وأضاف: «مع تنامي أعداد المقبولين على هذه الصناعة وهي إعداد الفيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب ادى ذلك لظهور ممارسات شاذة للبحث عن كل ماهو غريب ومثير وغير تقليدي للوصول إلى المشاهدات الكثيرة عن طريق كشف الناس أستار بيوتهم وحياتهم الشخصية واليومية وكان لكل ما سبق الدور في ظهور ما يسمى تليفزيون الواقع».

وبحسب «السعيد»، فقد أكدت الدراسات النفسية والاجتماعية أن مثل هذا المحتوى يعتبر موضة مؤقته ينصرف عنها الناس سريعا، فيضطر مروجو هذه الفيديوهات إلى المبالغة في محاولة إعادة الجمهور لها مرة أخرى عن طريق الاعتماد على موضوعات مثيرة مثل العلاقات غير الشرعية أو الممارسات الشاذة والعنيفة خارج حدود المألوف.


وأكد أيضا هذا النوع من المحتوى لن يقف عن هذا الحد ولكن سيتصاعد للوصول وكل شخص سيحاول  ان يقدم الأغرب والأكثر شذوذًا من أجل جذب  المشاهد مرة اخرى والخروج بعيدًا عن عاداتنا وتقاليدنا وممارستنا الدينية وأن كل هذا سيؤثر على المجمتع والأخلاقيات طالما لا يوجد رادع  لمثل هذه الممارسات. 


وأردف قائلاً: «لابد من بناء وعي لدى الجمهور يدفعه نحو تجنب مشاهدة مثل هذه الفيديوهات أو حتى التفاعل معها، ولو حتى على سبيل السخرية أو التندر أو حتى الانتقاد، وذلك من أفضل طرق مواجهة هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعتنا».

 

وأنهى حديثه قائلاً: «مثلما يوجد عقوبات لجرائم الانترنت والابتزاز الإلكتروني يجب  المطالبة بتشديد هذه العقوبات، ولكن اقترح أن يكون هناك عقوبة لإساءة استخدام مواقع وسائل التواصل الإجتماعي ليس الإساءة فقظ بالإبتزاز وارتكاب الجريمة ولكن  أيضان أن  تكون المحاسبة المجتمعية على الانحراف الأخلاقي لان في النهاية ليست الأخلاق التزام فردي لكنها ضرورة مجتمعية حقيقية لحماية اسس وثوابت هذا المجتمع من الإنهيار دورس التاريخ تخبرنا ان الانهيار الاخلاقي كان دائما هو بداية زوال المجتمعات وانهيارها وبالتالي مهم جدإ اعادة الإنضباط  الأخلاقي والتصدي للكل الممارسات الشاذة الغربية لانها ضرورة مجتمعية  وانا بشكل شخصي أطالب ان يكون هناك موسسات مجتمع مدني لها دور  دون تدخل من الدولة حتى لا يقال ان الدولة تتدخل لفرض رقابة وبالتالي يكون لدينا عقوبة مثل الحجب أو المنع عن طريق التنسيق بين المجتمع المدني وأجهزة الدولة والمنصات الرقمية نفسها مثل اليوتيوب وغيرها من التطبيقات لان  الحقيقة الوصول إلى هذا المستوى واستمرار في الصمت أمام هذه المماراسات يغري الأخرين إلى الدخول مما يوثر على أخلاقيات الشباب والأجيال الصغيرة الذين يجدوا أن هذه الظواهر السلبية عادية وشائعة ومقبولة اجتماعيا وعلينا ايقاف هذا الأمر.

جمهوري أجنبي
ويقول اليوتوبر إسلام بحر وصاحب قناة «بحر فلوجز»: «الموضوع كله فلوس كل شخص يبحث عن محتوى مثير من أجل المشاهدات للحصول على الربح بالدولار، ومحتوى زي الروتين اليومي في الأساس  يعتمد على مشاهدات من دول خارج  مصر مثل  دول الخليج والمغرب وأوروبا».

 

السعر بالدولار
وأضاف أن  سعر الألف مشاهدة من الخليج غير سعرهم من مصر غير سعرهم من تونس سعر المشاهدات القادمة من الخليج والدول الأجنبية يكون أغلى نوع.

 

أما عن أسعار محتوى الروتين اليومي غالي جدا على تطبيق اليوتيوب حيث يصل سعر المليون لـ 2000 دولار أما المليون مشاهدة على المحتويات العادية تساوي 1000 ألف دولار».
أسباب  ظهور هذا المحتوى وترويجه من قبل اليوتيوب أن خورازميات اليوتيوب تنص أن كلما حصل على مشاهدات أكثر حتى النهاية يقوم بالترويج له بشكل أوسع .

 

دعارة إلكترونية
وفجر إسلام  مفاجأة من العيار الثقيل قائلا إن العديد من الفتيات اللاتي تظهرن في هذا المحتوى الإباحي يعملون في الملاهي الليلية، ويمارسون ما وصفه بـ«الدعارة الإلكترونية»، وهناك الكثير من التطبيقات الإلكترونية مثل التيك توك وكواي وغيره من هذه البرامج هي الملاذ الآمن لهن، ويمكهن عبر التطبيقات السابق ذكرها الوصول إلى ربح من هذا المحتوى.
ويكمل: «بعد 4 آلاف ساعة مشاهدة وألف مشترك وبعد ذلك عن طريق تطبيق جوجل أدد سنس يطلب منك بإدخال بياناتك يعقبها الذهاب إلى البنك لفتح حساب دولاري ويتم التحويل على هذا الحساب».

لقراءة باقي التحقيق تابعونا ...