افتح النافذة

الله عليكى يا مصر .. جمال حضاري

خاطر عبادة
خاطر عبادة

"الله على الفرحة جميلة بتلم شمل الأحباب" .. شكرا لمنتخب مصر الذى أطلق مشاعر  الفرحة والسعادة والحب فى قلوب المصريين بعد تقديم أداء احترافى و مشرف للكرة المصرية وحمل الكثير من معانى تظهر أهمية روح الوحدة والتماسك والترابط والمسؤولية لتحقيق النجاح الجماعى.

أبدى اللاعبون ثقة كبيرة فى أنفسهم ومهارة وتنظيم وجدية تثير الإعجاب .. كانوا يمتلكون خطة أكثر وخبرة أكبر واللعب بطريقة أفضل تنظيما من خصوم أقوياء، لكن الإرادة كانت عنوان النجاح الصعب وبلغت الثقة عنان السماء وارتفعت الدعوات.. فحالفنا توفيق الله بعد أن اكتملت عناصر النجاح وأمام مناخ غير عادل تحكيميا أظهر الكثير من عدم النزاهة والفساد فى أفريقيا .

وقفة احترام وتحية لرجال المنتخب المصرى على هذا الجمال والأداء الرائع والموهبة العالية والروح المصرية الجميلة التى تتجلى عند المواقف ..

جمال الروح والعزيمة والأداء المصرى فى بطولة كأس أفريقيا بالكاميرون انتزع إعجاب العالم وأجبر الجميع على الاحترام وأظهر مخزون كبير من الحب و المشاعر الوطنية التى يريد أن يعلن عنها المصريون دائما لبلدهم الكبير فى كل موقف وفى كل مكان ومجال.. و ذكر العالم بروح المصريين وعزيمتهم التى لا تلين بأن جعل الجميع يتحدث عن عظمة المصريين وحبهم للوطن ومكانة مصر الطبيعية على عرش القارة الأفريقية.. هذه الوحدة والتماسك بين أقدم وأعرق  شعوب العالم لم تتغير مهما مر الزمان ويظهر جليا عند التحدى.

هذا النجاح ليس صدفة فاجتازوا أصعب المباريات فى الأدوار النهائية، التى كانت كل واحدة منها بمثابة مباراة نهائي مبكر، فضلا عن سوء التنظيم وملاعب غير جيدة، لكن قيمة النجاح تكمن فى أن يكون صعبا ثم تستحقه عن جدارة.. وبجانب المتعة والإثارة والجمال، قدم اللاعبون دروسا عديدة عن قصة النجاح التى تمر بأوقات عصيبة، وكانوا أجمل وأقوى الفرق التى أضفت للبطولة قوة وجمالا.

شاهدنا الأداء العالى للاعبى المنتخب وهم يقفون على الكرة بثقة ومهارة كبيرة وتشكيل حاجز دفاعى منيع أمام الخصم ببسالة وصلابة مدهشة؛ فلا يهنأ المنافس بالكرة فى وسط ملعبنا أمام حواجز وحجب لا تمكنه من رؤية مرمى الحارس المصرى العملاق سواء كان أبو جبل أو الشناوي.

طالما كان إضفاء السعادة والمتعة من أساسيات كرة القدم، لكن المشاعر تكون غير حين تتعلق بفريق وطنى بلون وشعار موحد فتفرز كم كبير من الحب والانتماء وتظهر المعاني الجميلة.

كللمة السر هى التفاهم والجدية.. قبل البطولة لم تكن التوقعات ترقى لتقديم حتى أداء جيد وتمثيل يليق بحجم اللاعبين والكرة المصرية، لكن كان السبب يرجع إلى أن المدير الفنى للمنتخب كيروش كان فى مرحلة إعداد فريق أكثر تناسقا وتفاهم، والسبب الآخر يرجع إلى سفر بعثة المنتخب إلى الكاميرون قبل البطولة بأيام قليلة.

كما أن اللاعب المصرى دائما ما يجيد اللعب أكثر فى المباريات الحاسمة أو الصعبة والأكثر تحديا فتظهر القوى الكامنة وهذا سر من أسرار  هذا المصرى العظيم.. 

ويبدو أن العالم لم يكتشف كل أسرار الحضارة المصرية بعد.. فهذا النوع من الجمال الدافيء الممزوج بالرياح المتوسطية وخفة الظل، بتلك الخصائص والسمات المتفردة السمحة لن تراه إلا فى مصر.. هو جمال أصيل أوسطي ما بين الشرق والغرب.. جمال حضارى