خيانة بعد الستين

خيانة بعد الستين
خيانة بعد الستين

تساءلت فى حيرة من أمرها، لماذا فى هذا التوقيت بالذات يدخل ذلك العجوز حجرته مصطحباً هاتفه بعد اتصال غريب يتلقاه ، ثم بعد دقائق يعود مبتسماً، منتشياً، ويستكمل حياته كعادته أمام التلفاز، دون أن يعطى لها بالاً؟ .


لم تستطع تلك الزوجة ذات الـ55 عاماً أن تعرف ما يجول فى خاطر زوجها العجوز الذى بلغ منذ أيام الستين عاماً، راودتها تساؤلات كثيرة عن قصة هذا الهاتف الذى اعتاد الاتصال به فى وقت متأخر كل يوم، وماذا يخبئ عنها ذلك «العجوز» الذى يعيش طفولة متأخرة كما تشعر رفيقة عمره.


انتظرت الزوجة إلى اليوم الذى تأتى فيه ابنتها لزيارتها ، وبمجرد حضورها مباشرة عرضت عليها قصة الهاتف الذى يأخذ أبيها دقائق الليل يومياً.


أخبرت الزوجة ابنتها أنها سألت أبيها مراراً وتكراراً عن سر هذه المكالمة لكنه تجاهلها، وعندما ألحت عليه اعترف أنه صديقه المسافر مع أسرته إلى الخارج.


لم تطمئن الزوجة لكلام الزوج، بل أحضرت هاتفه، ودونت لابنتها الرقم الذى يرن على تليفون أبيها ليلاً ، ، وبعد عرضه على أحد البرامج التى تكشف هوية المتصل كانت الفاجعة.


صرخت الزوجة عندما أخبرتها ابنتها باسم المتصل، عاد عقلها إلى الوراء سنوات وسنوات، لم تستطع أن تنطق، بل أمسكت بيديها موضع قلبها، وكادت تسقط لولا أن اتكأت على ابنتيها ثم جلست صامتة على المقعد لثوان بعدها أخذت فى الصراخ.


كان رد فعل الزوجة معبراً عن حجم المفاجأة التى كشفها ذلك الهاتف، لقد علمت أن زميلتها ورفيقة عمرها هى من تتصل بزوجها كل يوم ليلاً ، وأن الرسائل التى قرأتها على هاتف زوجها النائم بحجرته كفيلة أن تصيبها بالصدمة، بل تدفعها للانتقام من الطرفين.


أخذت المفاجأة ابنتها كذلك، حاولت الدخول لمواجهة والدها بما كشفته، لكن الأم منعتها، وأخبرتها أنها ستحل هذا الأمر ودياً مع زوجها.


لم تكن تصدق الزوجة أن بعد 33 عاماً من العشرة والمودة يخونها زوجها، والطامة الكبرى تكون مع زميلتها ورفيقة عمرها، والتى تعلم أسرارها أكثر من أى شخص آخر.


أصبحت الزوجة فى حيرة من أمرها، أخذت تتساءل، ماذا أفعل وقد أصبحت جدة لأحفاد؟ ، هل أطلب الطلاق؟، أم أواجه الطرفين، فأغلق أبواب الوصال بينهما.. لكنها عادت وتذكرت نزوات زوجها على مدار سنوات العشرة بينهما.


لم تنس أنها كانت الزوجة الثانية لذلك العجوز العاشق، وأنها تحملت تربية أولاده من زوجته الأولى بجانب بناتها الثلاث.


تذكرت الزوجة كيف استطاعت أن تغلق أبواباً كثيرة كانت كفيلة بهدم بيتها بسبب نزوات زوجها المتعددة، لكن هذه المرة شعرت أنها فى صدمة، فالمشكلة أكبر من نزوة، بل خيانة لصداقة وعشرة عمر بطلتها زميلتها فى العمل.


كانت الزوجة تشعر قديما أن هناك مودة بين زوجها الذى كان رفيقها فى العمل بإحدى شركات الكهرباء وبين رئيسته، لكنه كان دائماً يخبرها أن ذلك لمصلحة العمل وهو أمر ودى حتى يستطيع أن تجدد له بعد بلوغه الستين.


لم تكن تدرك الزوجة أن مودة العمل ستتحول إلى عشق ورسائل حب واتفاق على الزواج، بل وتفكير من زوجها فى تطليقها كما تريد رفيقة عمرها.


أمور كثيرة تداخلت فى عقل تلك الزوجة، أصبحت مشتتة، لا تستطيع أن تأخذ قرارها بنفسها، بل رأت أنه يجب مشاركة بناتها فى قرارها القادم إلا أنها عادت وقررت أن تواجه زوجها ورفيقة عمرها بعلاقتهما، فجاءت الردود صادمة.


لقد اعترف الزوج بلطف العلاقة مع زميلتها، فى حين لم تنكر رفيقة عمرها دفء المشاعر مع زوجها بل طلبت أن تعذرها فهى مطلقة منذ 10 سنوات وتعيش بمفردها ولم تنجب أولاداً.


قررت الزوجة أن تعرض قرارها بطلب الطلاق على بناتها، لكن الرد جاء سريعاً «نزوة ياماما وهتنتهى» ، فشعرت الزوجة أنها وحدها هى من يجب أن يتخذ القرار.


بعد تفكير استمر أياماً.. طلبت الطلاق من زوجها، رفض وحاول الضغط عليها من جانب بناتها، لكنها صممت، ومع استمرار الشد والجذب بينهما ذهبت الزوجة إلى محكمة الأسرة وأقامت دعوى خلع..ومازالت متداولة أمام محكمة الأسرة بشبرا.