محمود فراج
من الأسباب الشرعية التى حثت عليها الشريعة الإسلامية التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وهو ما يطلق عليه مصطلح المدد، وهو من القضايا الشائكة التى حدث فيها اختلاف بين المنكرين والمثبتين واتهم البعض الآخر بالكفر والشرك بدافع من التعصب الأعمى والتذرع ببعض آيات القرآن التى وردت فى شأن دعاء العبادة لا المسألة ونزلت فى المشركين، وإنزالها على عوام المسلمين هو زور وبهتان.
وجاء «كتاب المدد والإمداد فى الفكر الإسلامى» للمستشار رجب عبد السميع محمود والباحث عادل سعد زغلول طبعة دار الكتب المصرية ليوضح ما عليه الطرفان من خطأ من ناحية وصواب من ناحية أخرى، فليس طلب المدد من الأنبياء والصالحين منكرا على الاطلاق كما زعم المتعصبون والمتشددون، وليس طلبه بالطريقة التى تخالف ما كان عليه الصحابة والتابعون صحيحا ومشروعا من جهة أخرى، والتوسط والاعتدال هو موضوع هذا الكتاب.
ففى ثناياه يتضح أوجه الخطأ والصواب عند كلا الطرفين دون رمى جمهور المسلمين بالشرك والكفر بدعوى سد الذريعة والحفاظ على جناب التوحيد.
وقد احتوت هذه الدراسة على تحقيق مفهوم المدد أو الإمداد الإلهى فى الفكر الإسلامى وأسباب الخلاف والكيفية الصحيحة لطلب المدد من الأنبياء والصالحين، ولعل ذلك الخلط أو اللبس لدى المنكرين يجد سببا له فى أمور عدة منها عدم الفهم الصحيح للفرق بين دعاء العبادة ودعاء المسألة فى آيات القرآن الكريم، وكذلك إنكار البعض المجاز فى اللغة.
يتناول الكتاب هذه المسائل والمفاهيم بشيئ من التوضيح والتفصيل لإزالة هذا الغموض واللبس فى ذهن المعترض مع بيان معنى المدد فى اللغة والشريعة والأدلة عليه من الكتاب والسنة وأقسامه وأحكامه وضوابطه وشروطه وآداب طلبه.
اقرأ ايضا
المفتي: الشريعة الإسلامية تولي اهتمامًا بالغًا بطلب العلم وبناء الإنسان لتحقيق التنمية
