المنتـخــب الـوطنــى.. والاختبار الصعب فى الكاميرون

المنتخب الوطنى
المنتخب الوطنى

كمال الدين رضا

محاطا ومحملا بعديد من الأزمات والمشاكل، ومكبلا بمزيد من الهموم والمسئوليات ينطلق المنتخب الوطنى لكرة القدم فى طريقه إلى الكاميرون للمشاركة فى بطولة  كأس الأمم الأفريقية  رقم ٣٣ التى سوف تبدأ من 9 يناير وتستمر حتى ٦ فبراير القادم حيث يبدأ المنتخب مبارياته يوم ١١ يناير أمام نيجيريا ثم يوم ١٥ أمام غينيا بيساو ثم يختتم لقاءات الدور الأول فى المجموعة الرابعة بلقاء السودان يوم ١٩ يناير، ماهى كواليس الساعات الصعبة قبل إعلان القائمة النهائية؟ وهل تعرض كيروش لضغوط من أحد؟ وماسر إزاحته لعديد من الأسرار أمام معاونيه؟ ولماذا هدد الجميع بإعلان اسم الجاسوس المختبئ بين صفوف الجهاز الفنى؟ كواليس ساخنة تعكس الحالة التى عليها المنتخب قبل سفره إلى الكاميرون؟

جاءت خطوة الجهاز الطبى وتحذيراته المتكررة لكل اللاعبين وكل أعضاء الجهاز الفنى كصرخة مدوية بضرورة اتباع نظم الوقاية المتبعة للحد من الإصابة أو انتشار كورونا بين صفوف الفريق سواء الآن قبل السفر أو أثناء التواجد فى الكاميرون، وطلب أن يكون كل أفراد البعثة فى شبه كبسولة مغلقة من أجل الحفاظ على الفريق، وطلب طبيب الفريق من اللاعبين إبلاغه على الفور فى حالة شعور أى لاعب بأى أعراض مرضية أو تعب أو إرهاق، وبقدر المستطاع سيتم عزل اللاعبين عن بقية أفراد البعثة الرسمية الذين سوف يحضرون المباريات فى المدرجات وسوف يختلطون بالعديد من مسئولى الفرق المشاركة فى البطولة.

وقبل الدخول فى معمعة الأحداث فقد انقلبت الحسابات داخل اتحاد الكرة رأسا على عقب بالنسبة لتشكيل البعثة الرسمية، ولم يكن اسم أحمد مجاهد رئيس اللجنة المؤقتة فقط فى قائمة المسافرين قبل شطب اسمه ولكن كان هناك فريق آخر من ارجالب الجبلاية سوف يسافرون على نفقة الاتحاد كالعادة، وكانت كل القرارات والإجراءات جاهزة قبل تنصيب مجلس علام اليوم الأربعاء ٥ يناير، وهو ما جعل مجاهد يتراجع ويترك الأمر للمجلس الجديد لتحديد رئيس البعثة ومن سوف يسافر من الأعضاء الجدد، وهذه اللقطة كانت لها ردود أفعال أكثر من سيئة مع وداع لجنة امجاهدب..

وأما الكواليس الأكثر أهمية عن الفريق الوطنى فقد كانت هناك حالة اجدلب صامتة بين كل أطراف الجهاز الفنى لحظة إعلان اختيار القائمة الأولى وتحديدها بـ ٢٥ لاعبا فقط وأعلنها كيروش بنفسه وأغلق الكلام وانتظر ردود الأفعال لكل من حوله، وانتظر التقارير الصحفية الإعلامية التى يحرص على ضرورة معرفة كل ما يدور حوله، ووجه أكثر من اتهام لمساعديه فى الجهاز وبأنهم على علاقة ببعض الصحفيين والإعلاميين وإنهم يسربون أخبار الفريق دون علمه ورغما عنه خاصة فى قضايا استبعاد النجوم الكبار وفى أكثر من جلسة قبل المعسكر هدد مساعديه طالبا ضرورة الصمت والتركيز فى العمل وحده، حيث إنه يعلم بمن يقوم بتسريب أخبار المنتخب ونقل كل ما يحدث داخل غرف خلع الملابس وأيضا داخل الغرف المغلقة، مشيرا إلى أن قرار استبعاد االجاسوسب جاهز فى أى لحظة، وإنه لن يسكت على تعرية المنتخب. ومن أجل تهدئة الأوضاع بين صفوف المعسكر استدعى كيروش الثلاثى مروان حمدى مهاجم سموحة ومحمد حمدى وإبراهيم عادل لاعبى بيراميدز وإن كان خلال الساعات القليلة القادمة سيتم تصفية الفريق مجددا لعدم حاجته من وجهة نظره لكل هذا العدد من اللاعبين الذى وصل إلى ٢٨ لاعبا حسب الحد المسموح بقيده فى قوائم البطولة، مؤكدا أنه يحمل ورقة بها ٤ خطط مختلفة للوصول إلى المباراة النهائية.

وقبل رفع يديه عن الجبلاية تحدث أحمد مجاهد كثيرا مع المدرب البرتغالى فى محاولات لإعادة حساباته حول ضم بعض الأسماء لقائمة المنتخب وترك آخرين خاصة من لاعبى الأهلى الذى سوف يشارك فى بطولة العالم للأندية بفريق أكثر من نصفه من غير النجوم الأساسيين إلا أن كيروش لم يعر لكلامه أى اهتمام على الإطلاق ويبدو أنه كان هناك اتفاق بين الطرفين على ترك بعض العناصر لترضية الأهلى لدرجة أنه أصر على ضم عمرو السوليه المصاب ضمن القائمة الأساسية للمنتخب على أن يستكمل علاجه مع المنتخب.

وحرصا على سلامة اللاعبين وكل أفراد الجهاز الفنى والإدارى تمت مراجعة كل التقارير الطبية الخاصة بالنجم عبدالله السعيد طوال فترة المعسكر بعد شفائه من كورونا، وقرر كيروش ضمه لحاجته إليه أثناء فترات محددة لبعض المباريات، ووفق ظروف محددة شرحها المدرب للاعب فى جلسات متعددة ضمت الطرفين وتم عمل كونسلتو للاطمئنان على اللاعب فى هذه النقطة بالذات.

ومن ناحية أخرى تترقب الأوساط الرياضية وعلى وجه الخصوص الأوساط الكروية قرعة مباريات الدور الحاسم للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٢ التى كان من المقرر أن يقام هذا الدور الأخير خلال مارس القادم إلا أن مسئولى الكاف فضلوا إقامة الدور الأخير خلال يونيو ٢٠٢٢ لتحديد الخمس منتخبات التى سوف تصعد إلى نهائيات كأس العالم وتجرى القرعة أحد يومى ٢٢ أو ٢٦ يناير الحالى على هامش بطولة كأس الأمم الأفريقية وجاء قرار التأجيل نظرا للاضطراب الذى تسبب فيه وباء كورونا.

وبصورة نهائية تقرر أن تخوض المنتخبات صاحبة المستوى الأول أفريقيا مباريات العودة على ملاعبها وذلك لحسم الجدل المثار حول هذه النقطة بالذات.

وفى أول تصريح  لجمال علام رئيس اتحاد الكرة الجديد قبل لحظات من تسلمه المسئولية بقائمته الموحدة أعلن نفيه التام لما يتردد الآن عن دخوله الجبلاية من أجل تصفية الحسابات وإعادة تنظيم وترتيب الاتحاد من جديد وهدم كل ما تم مسبقا ومراجعة كل العقود والالتزامات تجاه الآخرين وإنه سوف يعيد تشكيل الأجهزة الفنية، وفى ذات اللحظة أكد أن مجلسه جاء من أجل استكمال كل خطوة إيجابية داخل اتحاد الكرة وأن الكلام الآن سابق لأوانه لحين الاستقرار ولتوفير أكبر قدر من الهدوء والمساندة للفريق الوطنى وجهازه الفنى.