على الأقدام والنجوم دلائل.. «الدبوكة» قافلة الجمال من السوادن لسوقها بالشلاتين

قافلة «الدبوكة» تسير من السوادن لسوقها بالشلاتين
قافلة «الدبوكة» تسير من السوادن لسوقها بالشلاتين

سهول وصحاري وأودية يمر بها الجمال في رحلة شاقة سيرا على الأقدام بين السودان ومصر، إذ تسير «الدبوكة»، وهي قافلة الإبل، التي تقطع صحراء حلايب وشلاتين  قادمة إلى مصر من السودان عبر هذا الطريق في خط سير متبع منذ عشرات السنين.

الرحلة تبدأ بعد أن يتم تجميع الجمال من مراعيها شرق وغرب وشمال وجنوب السودان مثل دارفور والجنينة وكسلا والأبيض ودنقلا وعنانيف وكواهلة وبياله وغيرها، في مدينة دنقلة  وبها يتم الفحص البيطري من قبل السلطات السودانية على الجمال.

تبدأ الرحلة إلى مصر وقديما كانت تسير القافلة عبر درب الأربعين وتستغرق الرحلة 40 يوما ولذا أطلق على الطريق درب الأربعين وكان يرافق الجمال في رحلتها 4 رعاة أو أكثر حسب عدد الجمال بالإضافة إلى مقتفى الأثر ويعرف بالخبير نظرا لخبرته في السير في دروب الصحراء.

 

اقرأ أيضا|
محافظ البحر الأحمر: 2.8 مليار جنيه تكلفة مشروعات التنمية بحلايب وشلاتين |حوار

مهنة تنقرض
يقول شاذلي بشير عمر، من مشايخ العبابدة، إن السنين الماضية كانت مهنة توصيل الإبل من بلد إلى آخر تجارة قائمة في حد ذاتها توفر لمُمـتهنها دخلا ماديا كبيرا، غير أن هذه المهنة تتعرض للانقراض في هذا الزمن مع وفرة وسائل النقل الحديثة التي تنقل الإبل في أيام معدودات.

وتابع عمر في بدايات القرن العشرين أزدهرت تجارة الإبل ما بين مصر والسودان، وكان نقل الإبل من السودان إلى مصر يستوجب وجود أشخاص باستطاعتهم أن يسيروا بهذه الأعداد من الإبل عبر هذه الصحراء والتي كانت للإبل فيها مسالك معينة، إما عن طريق نقلها من كسلا إلي بورتسودان ومنهما إلى حلايب وشلاتين ومن بعد ذلك تتحول الرحلة غربآ باتجاه محافظة أسوان وتحديدا في الشمال (مدينة دراو)، و في أحيان أخرى تكون مدينة دراو استراحة لرحلة أبعد يكون مـنتهاها سوق (البراجيل) في جيزة المحروسة !

500  رأس
وأضاف الحسن عثمان من أبناء ابورماد أن رحلة الجمال تكون عبارة عن قافلة يصل أعدادها في الغالب إلى ما يقارب 500 رأس من الإبل أو أكثر عابرين بها كل هذه السلاسل الجبلية على ساحل البحر الأحمر في رحلة يتناوب فيها الأشخاص امتطاء بعض الإبل وأحيانا كيلو مترات كثيرة سيرا على الأقدام.

وأوضح آدم حسن من أبناء قبائل العبابدة جنوبا، أن القائمين على نقل الجمال في رحلتهم يستخدمون النجوم فهي التي تحدد لهم الاتجاهات، تكون أشبه بالبوصلة في تحديد اتجاه مسارهم كما أنهم يعرفون المناطق التي توجد بها «آبار الماء» التي يشربوا منها أو يسقوا منها الإبل، فتكون المحطة والاستراحة في الأماكن التي توجد بها آبار الماء العذبة.

اقرأ ايضا:جهود مكثفة لدعم السودان خلال المرحلة الانتقالية من أهم إنجازات الخارجية المصرية