يعد المخرج الكبير الراحل فطين عبد الوهاب، مبدعا ارتبط اسمه بفن الكوميديا، عمل في فترات مبكرة في السينما المصرية . كان ابن عائلة تحب الفن وتحترفه . تأثر بأخويه مني وحسن اللذين جذباه للفن .
ولد عام 1913، أخوه الأكبر الممثل العظيم سراج . والأخ الثاني لفطين هو حسن عبد الوهاب الناقد السينمائي المعروف الذي سافر لدراسة السينما بعدما درس الهندسة، وعاد وأخرج فيلمين هما قلوب دامية وليت الشباب؛ ثم تفرغ للكتابة في السينما، وكون مكتبة سينمائية ضخمة، التهمها فطين الأخ الأصغر فيما بعد، وتشجع على إثر هذه المعرفة أن يخوض تجربته المميزة في عالم السينما..
أنهى فطين عبد الوهاب دراسته السينمائية التي كانت تعرف وقتها بالبكالوريا والتحق بعدها بكلية الزراعة؛ وجرب حظه مع كلية الفنون الجميلة بغرض دراسة التصوير، لكن التنسيق الداخلي للكلية ألقى به في قسم العمارة، وهذا ما لم يحبه أيضاً؛ فاتخذ قراراً جريئاً وترك سلك التعليم نهائياً، وعمل موظفاً بقسم الجنسية في وزارة الداخلية؛ فكره نفسه مع الروتين، لكن الأغرب هو إلقاؤه بروحه في روتين أكبر وأعقد، عندما تطوع في الجيش، وتخرج في الكلية الحربية في أول دفعة لضباط الاحتياط عام 1939.
ظل يتدرج بين الرتب حتى عام 1944 الذي ترك فيه الجيش وهو يوزباشي أي نقيب، وكان ذلك لثلاثة أسباب: أولها تلك الچينات التي لا يمكن مقاومتها، وثانيها مكتبة أخيه حسن عبدالوهاب التي أمدته بثقافة سينمائية جيدة للغاية؛ كونت لديه مجموعة من الأفكار البصرية التي أرادها أن تظهر للنور، وثالثها أن أجر مساعد المخرج في الفيلم الواحد يساوي أجره كضابط في عام.
يقول فطين عن هذه الفترة الانتقالية في حياته: أعترف أن المكتبة الضخمة لشقيقي حسن المحب للسينما وما وجدته في هذه المكتبة من كتابات عن السينما؛ جعلتني عاشقاً لهذا العالم خصوصاً عندما عدت للقراءة في هذه المكتبة مرة أخرى في أوقات فراغي عندما كنت ضابطاً في الجيش؛ لأن قراءتي في فترة مبكرة من حياتي لم تجعلني أتجه إليها حيث لم أتصور أن أشتغل بالسينما أو تكون هي مجال عملي، لكن في المرة الثانية وجدت لدي حصيلة رائعة من الأفكار التي بلورت توجهاتي فيما بعد خصوصاً بعدما وجدت لدي حصيلة ثقافية سينمائية جيدة دفعتني إلى ارتياد الأفلام وتتبع حركة السينما في مصر لدرجة أنني بدأت أكتب مقالات في النقد السينمائي؛ لأنشرها في مجلة فن السينما.
في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر عام 1913، ولد المخرج فطين عبد الوهاب والذي أخرج عدد من الأعمال الخالدة في تاريخ السينما المصرية، ويعتبر فيلم "جوز الأربعة" الميلاد الحقيقى للمخرج فطين عبدالوهاب، ويمكن أن تلمح فيه أسلوبه الذى يعتمد على كوميديا الموقف وما يلحق بها من مواقف متعاقبة، وكتب فطين سيناريو الفيلم بنفسه بالإضافة لمشاركته فى الإنتاج ويدور الفيلم حول رجل يتزوج من أربعة بعد أن تنجب له الواحدة تلو الأخرى فتتحول حياته الى جحيم فلا يجد حلا للتخلص منهن سوى ادعاء المرض فيطلبن الطلاق فيما عدا الزوجة الأولى التى تزوجها عن حب ورفضت التخلى عنه.
ووضع فطين عبدالوهاب يده فى فترة مبكرة للغاية على قضية اجتماعية شديدة الأهمية والخطورة وهى أن مجتمعنا لن يحقق أى أحلام مستقبلية دون أن يقوم أولا بتصحيح أوضاع المرأة وبوصفها نصف هذا المجتمع مثل فيلم "الاستاذة فاطمة" و"الآنسة حنفي" و"الزوجة 13" و"آه من حواء"، وهذا الاهتمام المدهش بالمرأة وقضاياها الاجتماعية يمثل رؤية اجتماعية لسينما فطين عبدالوهاب.
وكان قد تزوج فطين عبدالوهاب أربع مرات هن "هاجر حمدي" و"تحية كاريوكا" و"منيرة فتحى شقيقة نجلاء فتحي" و"ليلى مراد"، والتي انجب منها ابنه الفنان زكي فطين عبد الوهاب، لتصبح حياة ملك الكوميديا في السينما نوعاً من التراجيديا في الحقيقة
